منْ سِيرَةِ الطُّوفَان

قُبيْلَ اشْتِعَاْلِ الشَّمْسِ، شَبُّوْا ولوَّحُوْا
فَجَمْرٌ بِهِمْ مُنْذُ الوِلَاْدَةِ يُقْدَحُ
رِجَالُ ابْتِكَارِ المُسْتَحِيْلَاْتِ روَّضُوْا الرِّيَاحَ،
وَمِنْ كُلِّ الجِهَاتِ تَأَرْجَحُوا
تَحَارُ وَقَدْ ثَارُوْا عَلَىْ اللَّيلِ، جِنَّةٌ
شُمُوْسٌ..؟! وَهُمْ مَاْ لَاْ يُقَالُ وَيُشْرَحُ
أَذَاْبُوْا فتِيْلَ الصَّبْرِ حَتَّْى تَيَقَّظُوْا
بُرُوْقًا وَ"طُوْفَانًا" فَمَنْ ذَا سَيَكْبَحُ ؟
يَقُولُوْنَ للمُحْتَلِّ: هَذِيْ دِيَارُنا
وَنَحْنُ جِبَالُ اللهِ، لا نَتَزَحْزَحُ
تَبَاروْا عَلَىْ خَوْضِ المَنَاْيَا، فَمَوْتُهُمْ
عُرُوْجٌ سَمَاْوِيٌّ، وَعُرْسٌ مَجَنَّحُ
ونحْنُ صَليْلٌ في المَآذِنِ طَاعِنٌ
بمَا دارَ فيْ أيَديْ الصَّدَى نتَرنَّحُ
هلمُّوا بنِي أمِّي ففِيْ القُدْسِ نِسْوَةٌ
هُتِكْنَ، وأطفَالٌ تَجُوعُ وَتُذْبَحُ
وشَيْخٌ علَى الأنقَاضِ يَشْرَبُ نَخْبَهُ البُّكَائِيْ
هُنَا خَطُّْوا المَلَاحِمَ، وانْمَّحُوا
تَواروا، وفي الأيَّامِ سَالُوا وكُلَّما
بهِمْ يغْدُرُ النِّسْيَانُ، فيهَا تَفتَّحُوا
وبنْتٌ طَوَتْها الأرضُ، إلا جَدِيْلةً
لكَيْ تلفِتَ الأنْظارَ، ظَلَّتْ تُلَوِّحُ
نُزُوحٌ جَمُاعِيٌّ إلَى اللِه مُثْخَنٌ
فَفِيْ الأرْضِ لَا مأْوَى إليهِ لَيَنْزَحُوا
هيَ الحَرْبُ، إنْ دَقَّ العِدَاءُ طُبُولَهَا
فَلا ثَغرَ مِن ثغرِ البَنادِقِ أَفْصَحُ
"أَعِدُّوا لهَا" مَا تُرْهِبُونَ عَدُوَّكُمْ
بِهِ، لنْ يَصُدَّ الزَّحْفَ عَنْكُمْ "مُوَشَّحُ"
"وإِنْ جنَحُوا للسِّلْمِ فَاجْنَحْ لهَا" وَلا
تُسَالِمْهُمُ، حَتَّى إِلَى السِّلْمِ يَجْنَحُوا
خَذَلْنَا شَهِيْدًا كَاْنَ أطوَلَ "أَرْزَةٍ"
تُطَارِحُ، أشباحَ الرِّيَاحِ فَتُطْرَحُ
تَذَكَّرتهُ، والرِّيحُ سَكْرَى بِتيْهِنا
و"غزَّةُ" تَحْتَ القصفِ تُمْسِْي وتُصْبِحُ
خَذَلْنَاَك يا مَنْ باسْمِكَ البَرْقُ يَقْدَحُ الأَعَالِيْ،
وَأَبوَابُ المَدَائِنِ تُفْتَحُ
وَبَعدَكَ لا سَيفٌ يَصِلُّ، وَكُلُّ ذِيْ
نَزِيفٍ بأكْمَامِ المَجَازاتِ يُمسَحُ
فِلسْطِينُ يا مِلْحَ المَرَاثِيْ، وسُكَّرَ الأغَانيْ،
وما يُبْكِيْ النُّفُوسَ، ويشْرحُ
كثِيْييرًا سَتُدمِيكِ الحُرُوبُ فَكَافِحِيْ
ومَنْ يطْلُبِ العَلياءَ لابدَّ يُجْرَحُ