السبت ٢٧ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٠
بقلم
خُبْزٌ مِنْ جَمْرٍ
إذا أردْتَ أنْ تقولَ لا فلا تقُلْ نَعَمْيَومَ تَلاقَتْ تَزْرَعُ وَحْشَةَ دَارٍ في خَلَدِيهَدَرَتْ سُقْيَا الزَّيتُونِ وَمَا تَرَكَتْ حَجَرِيوّالرِّيحُ تُذَرِّي بَاقِيَ نَسْمَتِنَا في الْحِقْدِ وَعَجْنِ اللَّيلِ..وَأَسْمَعُ هَمْهَمَةً لِخُيُولٍ تَسْبَحُ في عِرْقِي تَرْوِي شَرْيَانَ الَْفَجْرِ..فَشَمْعَتُهُ تَرْنُو لِلزَّنْدِ فَلا يُورِيفَأَجَاءَ لَنَا الْبَأْسُ الْمُسْتَورَدُ مِنْ تَارِيخٍ يَنْزِفُ أَسْقَامَاً أُمَمَايَبْغُونَ الْفِتْنَةَ أَنْغَامَاً تَشْرِي ذِمَمَاأَكْوَابُ الرَّغْبَةِ عَبَّأَهَا اللَّيلُ الْمَجْنُونُ بِحُلْكَتِهِوَالنَّفْسُ تَخُورُ وَيَسْكُبُ فِيهَا الظُّلْمُ بِدُلْجَتِهِآثَرْنَا سَوطَ اللَّذَّةِ في سُرُرٍ فُرِشَتْ نَغَمَاوَوُعُودُ النَّشْوَةِ تُلْقَى بِالْمَجَّانِ..مُغَمَّسَةً بِالْمَطْلِ وَخَمْرِ الْفُرْقَةِ..مُنْذُ أَقَامَ صَلاحُ الدِّينِ مَنَارَةَ فَخْرٍ..مَالَتْ بَعْدَ خُضُوعِ الْبَحْرِ لِهَبَّةِ رِيحٍ..تَخْطِرُ أُغْنِيَةً تَتَمَطَّى في حَنَكِ الْفُرَقَاءِ وَحَامَتْ تَنْعِقُ أَلْوَانَارَقَصَتْ في لَحْمِ الشَّعْبِ بِرَجْمِ الْغَيبِ نِيَامَا..وَانْجَرَدُوا في الضَّحْوَةِ..وَالضَّوءُ الْمَخْنُوقُ يُرَى مِنْ بُعْدِ قُرُونٍ..يَصْرُخُ في جَفْنِ السَّيفِ الْمَصْلُوبِ..عَلى جُدُرِ الأَعْمَامِ..أَلاَ يَكْفِي جَلْدَاً لِلنَّخْوَةِ؟..ذَاكَ السَّوطُ بِأَيدٍ دُسَّتْ عِنْدَ هُجُوعِ الصَّحْوَةِ..تَبْنِي مِنْ حَرَمِ الطَّاغُوتِ مَحَارِيبَالِتُؤَلِّبَ أَصْنَامَاً عَطْشَى لِسُجُودِ الْخَيلِ عَلى نُصُبِ السَّبْتِ الْمَنْحُوتِ..وَلَمْ تَتْرُكْ غُصْناً لِحَلِيبِ الْتُّوتِ..فَنَامَ الْجَمْعُ وُلم يَقْلِبْ خَدَّاوَالْبَحْرُ يَمُورُ عَلى غَضَبٍ وَسُكُوتِأَنَا الْمَنْسُوبُ لِمَجْدٍ يُعْصَرُ مِنْ خَصْرِ التَّارِيخِ..وَيُقْذَفُ مِنْ صَدْرِي..وَالأُمَّةُ يَغْمِزُهَا ضِدَّانِ..وَآخَرُ يَمْعَسُ خِصْيَةَ تَيسٍ يَحْسِبُهَا ضَرْعَاوَخَنَاجِرُ (عَطْفٍ) تَسْرِي..بَينَ جُمُوعِ الإِفْكِ وَمْيلِ الصَّحْبِ..فمن يَرْصُفْ هَمَسَاتِ الأَرْضِ وَيَنْزِعْ حُثْرُبَ بِئْرِي..أَخْلَعْ بَينَ يَدَيهِ بَقِيَّةَ عُمْرِي..تَحْلِيَةً لِمَخَاضِ الْغَيمِ..وَشَعْبٍ يَحْلُمُ كَيفَ يَشِيلُ الْخُبْزَ مِنَ الْجَمْرِ