الأربعاء ١٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١
بقلم
حَسَراتٌ مُـقَفّاة!
حَمْلٌ إذا سُئِلَ اسْتَنامَ وَسَوّفاوَعُرُوبَةٌ تَلْهُو على شَرَكٍ رَأَتْهُ مُزَخْرَفاتَبْني عِظامَ بُرُوجِها مِنْ صَدْرِهاوالْجارُ قَلَّبَ صَخْرَهُ في بِئْرِهافَتَفَرَّقَتْ ذَرّاتُهُ فِرَقاً عَلى حُلْمٍ غَفَايَا حَسْرَتاعِشْرونَ بَيْتاً فُتِّحَتْ لِلرّيحِ منْ جُدْرانِهاوَهُناكَ أُخْرَى مُلّئَتْ بِالصّمْتِ فَاتّسَعَتْ شُقُوقْنَشَرَتْ على أَبْوَابِها دَعَواتِ حَفْلٍ لِلْمُروقْتَرَكَتْ على أُذُني بَلاغَاتٍ منَ الْحَسَراتِ..والْكَلِمُ انْطَفَايَاحَسْرَتاالْوَرْدُ يشْكو منْ خُصُومَةِ عِطْرِهِوَبَراءَةُ الطّيرِ انْتَفَتْ منْ وَكْرِهِسُرِقَتْ لمنْ حَبَسَ الشّعائِرَ وَاسْمُهُ أَشْقَى الوَرَىنَهَشَ الْحَفاوَةَ فَاسْتَحالَتْ عَاصِفَايَاحَسْرَتارَقَصَتْ عَلى جِيدِ الْمُروءَةِ قِصّةٌ تَرْوِي حِكايَةَ عارِهاوَلِذا تَرى البَارُودَ في بَلَدِ الصّمُودِ يُسَابِقُ الأَنْفاسَ في مِضْمارِهايَتَخَطّفُ الثَّمَراتِ قَبْلَ أَوانِهاوَتَسَاءَلَتْ أَرْضُ الْمُرابِطِ حِينَ ضَجَّ حِصَانُهاأَينَ الْوَفَايَاحَسْرَتارَبَطُوا نَوَاصِيَ شَمْسِهِمْ بِعِقاصِهاواللّيلُ يَنْشُلُ صُبْحَنا منْ رِدْنِهِفَترَى النّجُومَ تَشَرّدَتْ لِخَلاصِهاوَتَعطّلَتْ طُرُقُ النّداوَةِ منْ قَطِيعَةِ رَحْمِهافَتَهاوَتِ الأَوطانُ وَانْطَلَقَ الْعُقُوقْفإذا الشّهامَةُ، سَيفُها يَغْفو على خَدٍّ أَسيلٍ مُسْرِفايَاحَسْرَتارُهِنَتْ خَواطِرُنا لِمنْ نَصَبَ الْحُدودَ إلى حُصونِ القادِمينَ منَ السّرابْتَرَكوا على الطّرُقاتِ قُنْبُلةً تَأَخّرَ قَدْحُهاغِرْبانَ بَيْنٍ تَمْلأُ السّاحاتِ أَسْفارَ الْخَرابْوَكَتائِبُ الغاوِينَ يَعْلُو قُبْحُهافَتَمَزّقَتْ صُوَرُ الصّداقَةِ عِنْدَما حَضَرَ السّفيرْوَالأَنْفُ أصْبحَ يَقْتَفِي أَثَرَ الرّغيفِ إِذِ اخْتَفَىيَاحَسْرَتافي خَاطِرِي نَغَمٌ فُجِعْتُ بِهِ ولَمْ أَسْمَعْ لَهُ ضَحِكاً وَلا قَمَراً يُرَىتَرَكُوا على وَلدِي سُؤالاتٍ تَنُوءُ بِها مَفاتيحُ الضّميرْشَنّوا على دَرْبي رَصَاصاً يَمْتَطى عُنُقَ الْقُرَىلَجَّ الفُؤادُ منَ النّزَاعَةِ والتَّبَاعُدِ والذّهُولْفَتَجَرّدَ الْحَسّونُ منْ أَنْغامِهِ وتَصَلّفَايَاحَسْرَتاالأُمُّ في بُرْكانِها تَشْكُو منَ الْعَمِّ الْجَديدْوَتَرَى المعانِيَ تَخْتَفي مِنْ بَينِ أَيدِيها ومنْ عِرْقِ الوَريدْبَينَ الدّوَائِرِ هَامَتِ الأَنْفاسُ سَكْرَى بِالْوُعودْوَالْحالِمونَ تَرَقّبُوا عَلَماً يُلَوَّنُ في الْخُدُودْدُوَلٌ تُمَنّيهِم إلى بَلَدٍ رَأَتْهُ خَوَالِفَايَاحَسْرَتاالنّسْرُ تَصْرِفُهُ الغَوَائِلُُ منْ مَراسيلِ الحُقُولْأَفْراخُهُ ارْتَحَلتْ إلى قَفَصِ العَويلْهِيَ أُمّهُ الثّكْلَى مَشَتْ بينَ النّوَازلِ والطّريقُ بِلا دَليلْفي كُلِّ عُرْسٍ تغْرِسُ الأَجْدَاثَ وَالْحِضْنُ اكْتَفَىيَاحَسْرَتالا شَمْسَ تَهْتِفُ في حَوارِيها تُضيءُ لَها السّبيلْرَجَفَتْ مَآذِنُها بِلا صَوتٍ..وَحنَّ إلى النّدَى عِنَبُ الخليلْوَالْبَرْدُ يَهْرُبُ منْ يَدَيها تَلْقَفُ الضّوءَ الّذِي نَاحَتْ لهُ شَفَةُ الثّكُولْوَالْحُزنُ خَيّمَ في مَراعِيها يُغَلّفُ خُضْرَةَ الْقَمْحِ النّحِيلْوالْقَلْبُ يَمْشي بينَ أَلْغامِ الْجَفَايَاحَسْرَتاجَرَسُ الضّحَى قُدّتْ لَهُ أُذُنٌ مِنَ الصّمْتِ الثّقيلْفي غَفْلَةِ الأيّامِ يَنْهَضُ ثَغْرُنا بينَ المخَاوفِ والنّزُولْهِمَمُ الصّدُورِ تَقَلّبَتْ بين القَوَاصِفِ والْهُجُوعْوَرِيَاحُهُمْ تَأْتي عَلى ظَهْرِ الدّجَىيَهْوِي بِهَا طَيرُ الأُخُوّةِ بَينَ أَسْلِحَةٍ تَدُولْوالْخَرْقُ زَادَ تَجَوّفَايَاحَسْرَتاالشّعْبُ يَقْضِي عَامَهُ صَبْراً يُناجِي صُبْحَهُحَتّى اخْتَفتْ مِنهُ الفُصولْوَتَفَتَّقَ الْوَرَمُ الّذي مَلأَ الْفُؤادَ وَجُرْحَهُشَوكاً تَوارَى خَلْفَ أَصْنامِ الْعُقُولْفَاسْتَعذَبَتْ أَوْجَاعُهُ رَفْضَ الشّفَايَاحَسْرَتافَعلَى حَريرِ بِساطِنا يَتَرَبّعُ الْعِلْجُ الّذِي خَلَطَ الصّفَارَعَشَتْ كُرُومُ بِلادِنا عِنْدَ السّخَاوَةِ وَالْهَطُولْوَالْمَرءُ يَسْكُبُ وَقتَهُ في عَثْرةٍ حُفِرَتْ على دَرْبٍ طَويلْفَيَظَلُّ في زَلاّتِهِ وَالْيأْسُ يَبْقَى رَاعِفاًيَاحَسْرَتالم أسْتَطِعْ أنْ أَرْسُمَ الْحُبَّ الّذي لَبِسَ الْحَيَا حَذَرَ الْمُثُولْفي حَضْرَةِ الْغَيبِ اسْتَحَى منْ خَطّهِ قَلَمي الْخَجُولْلا الشّعْرُ أَفْهَمُهُ وَلا كُتُبَ الأُصُولْوَقَصِيدَتي جَفّتْ مَراعِيها يَمُدُّ حُرُوفَها وَجَعُ الْجَليلْمَاذا أَقُولُ إذا تَمَطَّتْ في فُؤَادي خَيلُ شَعْبي للوُصُولْوَاسْتَخْرَجُوا منْ وَقْتِيَ الأَعْمامَ وَالأَخْوَالَ..وَالصّحْبُ انْكَفَايَاحَسْرَتااللّوزُ في وَطَنِي يَنُوءُ بِجُرْحهِ بينَ الْغُصُونْفي جُرْنِنا تَتَمَرّغُ الأَوجاعُ في قَمْحِ السّبُولْنَاطُورُها يَطْوِي الْجُفُونَ وَيَشْتَكِي عَضَّ الْبُطُونْوَالشّمْعَدانُ تَطَاوَلَتْ نِيرَانُهُ تُلْقِي الْعَدَاوَةَ وَالْفُتُونْوالْفَجْرُ يَحْضِنُ شَمْعَهُ خَوفَ الضّيَا أنْ يُكْسَفَامتفاعلن