الخميس ٢٤ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
بقلم
حنيني في المساء
حنيني في المساء لوالديّا | |
يؤجج في الفؤاد هوى شذيّا | |
يموج بشاطئي قلبي، وحبي | |
يخاطب في النوى دمعا عصيّا | |
فيمطر غيث إجلال وبر | |
يفور بخافقي موجا عتيّا | |
يحرك ساكن الوجدان شوقا | |
أما من نظرة تشفي عييّا | |
أيا أماه والأسفار قهر | |
عذاب بكرة وأسى عشيّا | |
أنوء بغربتي يا أم لكن | |
كلانا يحتسي ألما قويا | |
إذا كان البعاد قرين شوق | |
فإني قد غدوت به شقيّا | |
فما في المال منفعة وخير | |
إذا ما كنت عن أمي قصيّا | |
فمن يا أم عند الكرب تدعو | |
إذا جن الدجى ربا عليّا | |
ومن إن كنت حيرانا شتيتا | |
تجمّع شملها وتحيط بيّا | |
ومن إن مسني ألم تمنّت | |
لوان الله عافاني وتعيَا | |
ومن إن نمت عنها قبلتني | |
فأرقى للجنان بها مليا | |
ومن إن تهت عنها أرشدتني | |
فتصبح ظلمتي نورا سنيّا | |
سهرت لكي أنام قرير عين | |
بليل الأنس ريانا غنيّا | |
كذاك جبلت يا أماه قلبا | |
رفيقا مشفقا برا زكيّا | |
لعل الله يجمع ناظرينا | |
وتحويني كضمك لي صبيّا | |
أصافح إن لمست يديك سحبا | |
أقبل تحت أخمصك الثريّا | |
وأنظر فيك بدرا من سناه | |
تخر أمامه شهب جثيّا | |
وأحضن فيك يا أماه نورا | |
أغض الطرف إن طلع المحيّا | |
أما والله أقسم عن يقين | |
إذا شاء الإله وكنت حيّا | |
أبرك ما استطعت إلى سبيــــل | |
فإني لست جبارا عصيـّـا | |
أيا أبتاه هل ينساك شعري | |
وذكرك راسخ في أصغريّا | |
وأصداء الأذان لكل فرض | |
تذكرني الصبا وتفيض فيّا | |
فيا أسمى ضياء من هداه | |
يفيض النور مقتحما قويّا | |
ألا صوت يخاطب فيك روحي | |
ويبعث منك ذاتي: يا بُنيّا | |
عطاؤك يا أبي إهماء غيث | |
قطوف ذُللت طعما وريّا | |
أهز إذا ضللت بجذع نور | |
يساقط من جناك هدى جنيّا | |
وتكسوني أبي أثواب رشد | |
وتطعمني التقى زادًا هنيّا | |
أيا أبتاه أقسم عن يقين | |
إذا شاء الإله وكنت حيّ | |
أبرك غير إلمام بأف | |
فلم أك قط جبارا عصيّا | |
إذا ما رمت للفردوس بابًا | |
فلم أر مثل باب البر شيّا | |
أيا يوم اللقاء كفاك بعدا | |
فهيا قد سئمت البعد هيّ |
*****فيا أمي ويا أبتي :سأرشف دمعتيصبرًاوأخمد لهفتيقسرًاوأرقب لحظتيوأبيتأستجديأمان الشوقيحوينيوينقذنيمن الأوهامأخطب غيمتيوأطلق الأحزانْأناجي البحركم سيف من الديجوريسرق دفء أنجمنافيخفيهاوهذا الموج يبكي حضنقافيتيوهذا الحرف يغرقوالظلام يحل أبياتيفلا معنىولا مبنىتركتك يا مساء الشعرأهمس في ضمير الأسرأفضح فيك هذا السرْ ...سأرحل عنك كي أرتاحنومامن عناء الفكرْويا أمي :سأحضن فيك أحلاميوأجري نحو أياميأعانقهاأسابقهاإليك وأرتميفي جنة المأوىعلى رجليكْأسافر في رؤى عينيكْوأقطف من خرير يديكْوأرضع من رضا بركْوأشرب من علا صبركْوأعجب من حنان الراح تستلقي على شَعريفأسقط في جنان الخلد أسبقني إلى شِعريأقبل نسمة الفجرِوأسكن قلعة السحرِفطب نوما مع الأحلاميا قلبيولا تحزن لطول الليلإنك في حمى أمي