الخميس ٢٤ شباط (فبراير) ٢٠١١
بقلم فريد النمر

بين الخضراء والنيل

الثورتان مضاجع الفقراء والحالمون حكاية الشهداء
يا عمر مقصلة الجراح وحدّها والأمسيات طليقة الأرجاء
لم تبرح الآلام تقطر ومضة بمخاضها الليلي قوس إباء
تتلحّف النيل الرقيق وعذبه والماء موتور بقلب الماء
جاءت لباب الأمس توقظ حسه لتعيد طيرا من يد الغرباء
وتشد أطرافا تعانق مجدها تحمي الجباه من انتفاخ بكاء
حتى اذا امتلأ الفضاء بوهمه غنت عصافير من النبلاء
فتحوا الصباح فطلّ من أفيائهم طود من الشرفاء للامضاء
فتأنقوا للحلم بين لغاتهم صوت "الجزيرة" مرصد الأصداء
وتسلقوا نهم الكبار بفنهم مذ أول التاريخ للآباء
من أين للآمال تحشد قلبها وحرائق الأبواق سيف بغاء
نهضوا ومرضى الذات فوق صدورهم غرست خناجرها على الأعضاء
فأبوا اشتعال الدمع يطفئ ثورة رغم الممات وخنجر السفهاء
فتقوا العيون قوافلا وحناجرا وتعشقوا للراية البيضاء
كانوا الطيور تعدّ من أيامها عش النقاء ومعهد الآلاء
وتمسكوا بالريح تنسج بعضهم نغم السلام ومرفأ القرناء
الآن يتسع الطريق للحنهم وعيونهم همم من الندماء
وتضج أقياد السنين بعرسهم نعش الكرامة أصدق الفصحاء
ليؤرخ الميدان من أشلائهم حرية من أوجه الضعفاء
لم تدمع الكلمات في أحزانهم رغم الضجيج وشدة اللؤماء
صمدوا بثوب العاشقين وأفردوا للحب موّالا من الأنباء
وتعلقوا بالضوء ينقش وقتهم رغم انطباق القلب بالإعياء
حفلوا بمعنى الموت عشقا صارخا مذ رسخوا شعبا من العلياء
الثورتان مع القناديل اشتهت نافورة من أعين الخلصاء
فزعت وللفرعون صوت جائر لم يترك النهرين دون خواء
كنسته ممسوخة على تاريخها وتبادرت قيثارة الشرفاء
هل تسمعون الآن حفل ترابها لبس الوقار وعاد للأبناء
خضراء والإيقاع يغسل صمتها وأنوثة غرست على الأصداء
اليوم تتحد القلوب بلحنها اليوم تطرب أحرف الشعراء
وعلى مشارف نيلها أمسى المدى شمسا تطيل حفاوة الأضواء
هي مصر- تونس والذي ما بينها شعب تأبى عيشة الخيلاء
الثورتان بحيرتا أمل وذا جسد يضجّ بمقصل التعساء
هي ضحكة الرمل الكئيب تصيغهم حجر يصد ضراوة الظلماء
كانوا كما الأشجار تنبت بعضها غابات حب حافل بدماء
يا ثورة كتبت نياشين المدى جاء الزمان بنحلة الأجواء
فلكل أرض ثورة تسمو بها ولكل تاريخ صدىً لبناء

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى