الجــــدار
النبضُ هادىءُ كالصمتِ المقهورْ
لكن الصرخةَ عاليةً في الجذورْ
حقدٌ موروث منذ المزاميرْ..
يذبح مدارسَ وأشجارا
و ألفَ نجمة و حدائقَ عبيرْ
ثم يبني لكذبته جدارا
سياجَ خوفٍ و سورَ تشطيرْ..
و عليكَ أن تثقَ بالبحر
كي تكونَ موجاً..
يقتلع من ثراك الأساطيرْ..
و عليكَ أن تؤمنَ بدمكَ
بملائكة التراب.. بالصقورْ..
و عليكَ أن تستعيدَ
من زيتونةِ الروحِ
قناديل التمني و المصيرْ
و تأخذ الجموحَ
من جباه التحدي
و أنتَ الفارسُ الكبيرْ
و تنتفض ثانية و ثالثة
تحطم الجدارَ الأخيرْ
و تمزج ضوء الفجر
بغضبٍ في أضلاعكَ
شيّدَ خمسينَ قلعة للصمود
و عشرينَ ميدان للمسيرْ
***
حائطُ اللصوصِ مائل
فلا تحاول .. لا تحاولْ
مليون ضلع للبسالة
كلها الآن معاولْ..
كلها الآن تناضلْ
تُسقط الجدار القاتل
فلا تحاول لا تحاول
***
أيها السفاح.. أيها الجزار
ارفعْ الأسوار!
و إن ضايقتكَ شمسنا العنيدة,
بفضاء الإصرار,
عاقبها شعاعا شعاعا,
ضعها في سجونك,
و ابنْ لها جدارا و راء جدار
للشمسِ نهارات حرية,
تحرقُ خرافتكَ الأمنية!
و ترميكَ بالحجارة,
تلقيكَ إلى ليلِ الاندحار.
سليمان نزال