أين المرأة الفيلسوفة؟
تثرثر المرأة كثيرا وتبرع بالقفز من موضوع لآخر لتدلي بدلوها وتتحدث في كل شىء وعن أي شىء إلا أنهن قليلات بل ونادرات من يبدين رأيهن في ميدان الفكر والسياسه، فالمرأة العربيه تحديدا لا تحفل كثيرا بالقضايا المجرده ! فلماذا؟
ولماذا رغم تفوق هذه الانثى في جمع طوابع الاهتمامات إلا أنها لا تذهب في العاده لأبعد من زينتها وفساتينها،مطبخها، زوجها،الى حدود أولادها والجيران !!
نعم والى يومنا هذا تبدو المرأة أكثر اصرار على أن تكون أكثر حسيه وواقعيه في اهتماماتها الفكريه تاركة للرجل مستويات أكثر رحابه وأفكارا أكثر تعقيدا وشمولية ليخوضها وحده كالحرية والوطن والعدالة والفكر والفن.
لكن لا أحد يعلم هل يعود ذلك الى طبيعة المرأة أم الى تسلط الرجل؟ أم الى أسباب أخرى مجهولة النسب ؟ وهل تحتاج الفلسفة الى عقل متأمل تفتقده عادة النساء؟
بمعنى أدق، هل الاسباب بيولوجية أم تربوية تاريخية؟
بكل الاحوال فلنعترف بأن الخيال والتفكير النظري لعبة الرجل وحده بينما تشكل القيم المجرده بالنسبة الى المرأة عوالم تفتقر الى الجاذبيه الكافيه لتغريها بنوع آخر من الثرثرة؟
لكن آن الأوان لنسأل ونحن في عصر المرأة المعلمة والطبيبه والقاضيه والمحاميه والعالمه والفنانه والسياسيه، لماذا لم نلج عصر المرأة الفيلسوفة بعد؟
أين هي المرأة التي شاركت الرجل ربيعه العربي وسبقته الى جائزة نوبل للسلام من الاهتمامات الأكثر عمقا وتعقيدا من عالمها الأنثوي الصغير؟
وهل بات من الممكن الركون الى حجة التمييز الجنسي بين عقل كل من الرجل والمرأة في وجود فيلسوفات شهيرات كالفرنسية سيمون دي بوفوار أو الالمانيه حنا أرندت اللاتي غردن خارج السرب وخضن المجالات النظرية بذكاء وجدارة؟
إذا كانت اصابع الاتهام تشير الى عزلة المرأة بين جدران البيت وتخصصها في إدارة عالمها الصغير وانفصالها عن المشاركة في المجتمع لأجيال طويلة فإن الرهان حتما سيكون على الزمن وقدرته على خلخلة هذه العزلة النفسية.
ثم الى ذلك الوقت سنبقى أسيرين سؤآلنا اللقيط هذا عاجزين عن تفسير وجود المرأة الذكية واختفاء نظيرتها الفيلسوفه!
هل أخمن ببساطه بأنه لا توجد امرأة حره،فيما الفلسفة ممارسة عشقية بامتياز، ليست بثمرة العقل وحده بل ثمرة العقل والحدس والخيال والذوق والحرية معا.
هل أبدو كمن يصنع المفاهيم ويتلاعب بها؟
وهل هذه هي أعراض حمى الفلسفة والتفلسف؟
بأمانة، " استهوتني اللعبة".