

أن تكونَ في مكانِ حُلُمِكَ ولا تجدُه...
مِي كارْدْياتـِـــي تِي كارديا مِـيلا هارْمُونْيــا لا أوسْموزْيـَــاعبثاً تحاولين فهْمَ هذا الشِّعر.أنتِ تبعثين على الضحك.
هل لعقلِك عقلٌ حتى تُخرجين من مكتبتِك الفرنسية "الإسكندريَ" تقيسين عليه الأبياتَ التي نظمَها سيّدُنا "الوهم".
لن تُخَوِّني شِعْري في أيٍّ من الخاناتِ المُتعارفِ عليها... لنْ تقدري؛ ولو استنجدْتِ ب"بودلير" أو "هوﮔـو" أو ب"أﭘـولينير"...
يا لِعادة عقلِك السيِّئة! أبداً يبحثُ عن "تفسيراتٍ" للأشياء... أبداً يرتاحُ في الأحكامِ الموصدة؛ في الروتين والرّتابة.
كلُّ شيءٍ فيك مُتماثل. مُنظّم. مَقيس... هذه نِقاطُ ضعْفِ جمالِك الحاسوبي... هذه نُكتُه.
أرى – الآن – تقاسيمَك، المناسِبةَ لألْوانِكِ، المُرادِفةَ لاستِداراتِك، المُطابِقة لمشاعرِكِ... فوضى.
لا!
تعالَيْ وانظُري بتواضُعٍ إلى نِظامِ فوْضايْ، النصوصَ الشاعِريةَ التي تنثُرُها أحْلامي.
ستريْنَها مثلَ الزئبق غير ِ القابِلِ للقبْض؛ مثل فراشاتِ الفاتِح من شهر الأوْهام... ستريْنها مائِعةً هنا، طيّارةً هناك.
وانتظري أن تنظُري إلى عكْسِية الزمَنِ في الحُلم؛ وتذوّقي لذّةَ الموتِ المانِحِ للحياة، وانبهِري ب"ﭘـْـلاسْتيسِية" الشّعْر الفوْضوي، وانْطَرِبي لي حين أسْتحيلُ تُفاحةً بلّورية، أوراقاً بنفسجيةً في مكتبة المُستقبل... أو حينَ أتجرّعُ المِدادَ فتعْلو بشرتي القمحيةَ ألوانُ قوسِ قُزح...
يا امرأة لا تفْهمُ في الشعر رويّاً، تفعيلةً حُرّةً، مُوسيقى داخلية، ولا ألْحانَ خفيّة وُجودِية!
مِي كارْدْياتـِــي تِي كارديا مِــيلا هارْمُونْيـــا لا أوسْموزْيـَـــا
لا والله لن يفهمَ مثل هذا كلُّ من (كلَّ شهر) ينتظرُ الحوالةَ الفِلسية… من لا يُفكِّر سوى في أمور البطن والمفاخرة الفجّة… من يتأبّدُ سيْرُهُ من البيتِ إلى العمَل ومنه إليه… من إذا أشعلَ سيجارةً ألْقاها ولمْ يُعالِجْ بسُمومِها "سرطانَ الوُجود"… من ينظرُ إلى الشفقِ الأغْبر ولا يسْكر…
أنتِ كلٌّ هولاء، ولهذا لن تفْهمي المغزى العميق لأشْعاري…
طُموحُكِ أن لا تفهمي؛ وأمّا طموحي فهو أن أكونَ في مكان حُلُمي وأتَّحِدَ به… فهل تستطيعين منْعي؟
تجبّري واستطيعي منْعي أن أحلُمَ بقصيدةٍ غيرِك! امرأة حُرّة... حُرّة فعلا؛ ولا حِليّ تُرابية تستعْبِدُها...