الجمعة ٢٣ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١
بقلم
يا ليلي الحزين
يا ليليَ الحَزينْالشّاطئ الهامسْ، لقمرك الناعسْ, ماتْ!وتَلقّفتْ أمواجُهُ السوداءُ حكايا السندبادْما عاد صِبيانُ الحِمى يتسامرون معَ النّوارسوعتمةُ الدّجى نهرٌ يفيضُ باللّواعِج وبالهواجِسوصَدىً للوعةِ الملاح في الآفاق عادْوالسّاحلُ المَجْزوعُ كَفَّنَهُ الرّمادْفَلِمَنْ ستشدو حواري العُمْقِ؟ لمن تغنّي السّاحراتْ؟أكذا تموتُ العصافير في الأرض الخراب؟أهكذا يخبو لألاءُ الطّفولةِ في لحدِ التّراب؟أهكذا شمسُ الحَيارى، تغفو وليس لسائلها جوابْ؟أهكذا حلم السهارى، وهمٌ وتيهٌ في ضباب؟هذي مَدائِننا بلا قمرٍ وبِلا فجرٍ تنامْإبْتهَلَتْ باسم الراقدين على النّواصي، فجاوبها الظّلاموتَضَرَّعتْ باسم الثّكالى وهي تَئِنُّ في رحمِ السكونْوتراسمت قسََمات وجوه الجائعين في المرايا والعيونتبكي زماناً لم يكونوعلى زجاجِ نوافذِ الفجرِ البعيدْوفي طيّات بطاقاتِ البريدْوعلى مصابيح الشوارعتقتلها العتمة كلّ ليلٍ من جديدمُدُنٌ بلا دفءٍ، يُغطّيها الجليدهجرتْ معابدَهَا العصافيرُفَلِمَنْ ستشدو والشوارع يقطنها الصقيع؟لمن تغني والمقاهي أوصَدتْ أبوابَهَافلا نديمٌ ساهرٌ ولا سميرْ؟ولا عذولٌ حائرٌ ولا جزيعْفلِمَنْ تُصَلِّي أيها المتهجّد في الرّبع الأخير؟والليلُ يذوي، هزيع يتلوه هزيعتَذْوِي الليالي كَمَا تَفنى الأقاحي في الوُحولوتتساقط النجَماتُ صرعىً للأُفولوأنا أناجي زنبقاتٍ في أوج حشرجة الذّبولألُمُّ نُثارَ جَناحَين أنهكَهُما سَوْطُ الفُصولوأخطّ فوقَ رِمالِ الشطّ رثاء حلمي المقتول