الجمعة ٣٠ آذار (مارس) ٢٠٠٧
بقلم هدلا القصار

نبتـة بريـة

ضــاق الهمس فـي صـدري

هربت من كتف الجدران

لأدخل شمس النهار أوردتي

أسرعـت خطواتي

أسرعـت بعدها

أسرعـت قبلها

وصلت سلسلة أشجار النخيل الملتفة

توغلت عمق الغابة / راقصت قدماي العشب

داعب العشب لغز الجسد وتنحى

احتضنت الأرض كالزهرة

شعت السماء حولي كالنبتة

حاول الشيطان إغواء خيالي

قـذف رمشي الخطايا ورماها

رميت آلام الحزن الآتي من الجدران

انتفض جسدي كالرمل وانتصبَ

حاولت البحث عن أسمي كالزهرة
عانقت أشجار النخيل الواحدة تلو الأخر

وسألت؟

لم أجد الرد

توجهت للأخرى

قبل السؤال !! سألتني من أنت؟

همست أشواك العشب لأسأل؟

خشخش العشب واستبق السؤال

من أين أتيت أيتها النبتة

كطائر المهاجر لحقت بأوراق الشجر المتطاير

هربت مني كالرياح امتدت الأرض وهدأت

صرخت أشجار الغابـة سكانها .... تسأل؟

سمعت لحـناًً قـديمـاً من خلف التاريخ ينادي

سمعت لحـناً جـديـداً يذكرني بطفولة تاهت

سمعت لحـناًَ بعيـداً يصرخ ... ارجع هنا

سمعت لحـناً من خيوط الـذاكـرة يتأرجح

كطائر النورس التقطت تلك الأصوات

خشيت الصوت ... كالخيل وفـزعت

هربت صرخة من بين شفتي تسأل

من أين الصوت يأتي؟

أنا منكم
أنا مثلكم

أنا إليكم آتي

أنا كشجرة النخيل تراها في كل الأوطـان

وهي لنفسها وطنً

لكن الرياح أبعدتني

ولم اعد أر وجوداً لوطني

حتـى أصبحت برية النبتة

أنا منكم

... إليكم آتي

سمعت بكاء الطيور فجأة

نظرت السماء

رأيت شرنقة النهار تلتف حول الشمس

صفق الغروب بجناحيه حزنا

علمت أن رحلتي لليابسة قد انتـهت

هربت لتله أشاهـد الشمس والبحر

سمعت صراخاً كالرعـد والبرق

انشـق البحر وابتلع الشمس

ليذهب النهار ويطفئ الوهـجَ

رجعت للجدران أتمرد
نظرت خلف النوافذ أودع أسرار النهار

وضعت السرَ في خزانة الأسرار المليئة

من خلف ستارة الظلام أسدل الليل

جالست العتمة أسأل نفسي عن تلك النبتة

قرأت في عيوني عن ماض قــد ولى

سمعت همس الليل ينادي القمرَ

فانسحب النهار من جفني

وآتاني سلطان النوم

أهـديت سري لفراش الليل


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى