مُشْكلتي أنكَ مُشْكلتي
لازلتُ أشتم رائحة آخر لقاء لنا، لازلتُ أبحث في الأفق حائرة أفتش عن شيء قد ضاع مني،
عن ليل من الشك الطويل أحاطني، مضيت أبحثُ في عينيك عن نور اليقين، بفطرتي أحببتك، ألقيت بكل أوراقي على أعتابك ، نحّيتُ العالم كله جانباً، فحوسبتُ على فطرتي وتفاقمت أوجاعي، وددتُ أن تخلع عباءة همومكَ، وترتدي غيمة حبي لتهطل أمطار مشاعري بلا استسقاء.
لكنك رجل لا ترقى لمستوى جنوني، فأنا يا سيدي امرأة لا تشبه النساء، وطريقة عشقك أزلية، ينقصها أشياء وأشياء... أما أنا في حُبّي فوضوية مشاغبة حد الاكتفاء، وما حيلتي وأنت مكبلٌ المشاعر، ووأد الحبّ في شرعك عدالة، وقتل العشق في عقيدتك اهتداء.
أتراني فتقلب ظهر المجن!!
أتزعمُ ألا يجمع بيننا أشياء؟؟
فلا الليل يُخفي لو أراد نجومه ولا القلب يقوى أن يُغتال حبه، ولي في قضيتك شهود وشهود، إذا سألتهم يخبرونك ما لا تشاء، فسلْ قلبك عن خفقانه، ومشاعرك عن اضطرابها، وسلْ لسانك عن انعقاده، وسل الطيرَ.... والزهرَ... والأرضَ... والسماءَ....
أيها الراسخ كالطود، الشامخ كالنخيل، تعرى من غبار السنين، أيها المبتل بألم الغطرسة، اخرج من أساطير عشق الدراويش، أيها الملتحف بلحد الصمت، لا تصرخ همساً، لا تتخبط في تيارات اللامصير، لا تحيا بين مفرداتك التعسة، اهدأ قليلاً فأنت كنت ولم تزلْ عنوان عمري في صفحات حياتي.
أدركُ سيدي أن ما أكتبه عبثاً، إحساسي أكبر من حرفي، لكني أخط على قلبك بعضا من فيض حبي، أكرهها كل كتاباتي، وأحُبّكَ دون الكلماتِ، أُحاكيكَ بكل رواياتي.... مشكلتي.... أنك..... مشكلتي.