مَشاعِرُ متأرْجِحَةٌ
تأتي على نفسك لحظات سكون، تفتقد طاقتك، تركن إلى العبث دون أن تضيف جديداً إلى يومك، تنتظر حدوث شيء ولا تدري ما هو.
تميل لمراهقة فكرك، ولغو طفولتك، تتمنى أن يكون أكبر عقاب لك هو حرمانك من مصروف يومك.
وقتها تتمادى في لهوك لإرضاء عفويتك، تتخبط كلمات داخل جدران شعورك لا يفهمها أحدك سواك... تعلن ثورتك على بعض البشر... تتنصل من حبل مزيف يربطك بهم، تقترب أكثر وأكثر من إناس لا تربطك بهم نسب أو دم، ولكن يشدك إليهم طوق حب.
تبني أمالا وأحلاما، تتعلق بهم حد الجنون، بعد أن اعتادت نفسك على طيف مشاعرهم الذي يزور أريكة حلمك، فتنتشي فرحا، يجعلون ليومك مذاق خاص كنت قد افتقدته.
ثم لا يلبث طيفهم أن يهجر روحك، وتتسلل الرتابة شيئا فشيئا، يبخلون عليك بما كانوا قد جعلوه لك حقاً، بعد أن استودعتهم قلبك، وبعد أن أشبعوك تدليلاً، تفقد كلماتهم تأثيرها في نفسك، لأنها لم تتعدَ ألسنتهم، تتساءل هل شغلتهم دنياهم؟ أم أنهم ملّوا حديث نفسك؟؟
تتوارى خلف نوبات قلق وتوتر تظل تتأرجح بين خط الذهاب والإياب، فلا تملك جرأة اتخاذ قرار، تحضّك نفسك على أن تظل برفقة وعودهم التي ستمحو كل ألم ألمَّ بك، لكنك تجد جوارحك تقدم استقالتها من قلوبهم لأنهم لم يزيدوك سوى وجع انتظار.