خَارِطةُ الْحُبِّ
أشتاق لك بحجم يومي المليء بالمفارقات، فكلما ابتعدت عني أكثر، أحببتك أكثر وأكثر، وأقتربت منك أكثر.
فالحبيب الأكثر ابتعاداً هو الذي ينثرني شوقاً، فأستحضرك بطريقتي، لأمارس طقوس غروري ببراءة طفولتي المعهودة.
فكم يستفزني كبرياء نظراتك لتتحدى عناد رقتي، فتتوسل رجولتك، ويتسلل تطرفك السرمديّ الذي يزلزل هدوء كياني.
لكن أنوثة كبريائي تقتحم حضارة صمتك، وتظفر بما بقي لديك من جنود غرورك، فترديك قتيلا، وترتجف كلماتك خلف جليد المسافات، لتحل ضيفاً بأروقة قلبي، بعد أن طالت جولاتك معي.
لا تحاول مباغتتي مرة أخرى، فأنا أنثى تتقن فن قراءتك، فلا تختبئ مني بين الأسطر، فلن أتركك حتى أسْدل الستار، لتتعرى أمامي من كل غطرستك، وحينها سأمتلأ غروراً، عندما تعترف أمامي باحتضار إعصار تكبرك، حينها فقط سنلتقي معاً لننحت تضاريسنا في خارطة الحب.