الخميس ١٠ حزيران (يونيو) ٢٠١٠
بقلم رافي مصالحة

مَزامير، لِوَطنٍ ما

القدسُ في عاشوراء ستُعلن إحراقَ السّياج
وزينُ العابِدين سينبعثُ من لحدِهِ ضاحِكاً
ليرى الأسواق تضجّ هادِرةً بالهياج
القدسُ تلعقُ الجراحَ طاعِنة ً بالإنكسار
ترْنو إلى قمرِ الضّغينة المعلق كالسّراج
أدِرْ الأقداح, أيهذا السّاقي, واصْبُبْ لي وَطناً
وامزجه بلَظى وَجَعي حتى تنقشعَ السّحابه
واسفحْ على كؤوس القومِ خمرَتك المُستطابة
واهمِس لمُهجة الصّبح الطّليل بِدُعابه
وقلّب مواجِعي باسِماً فوق جَمرِ الغَضا
ثم ناولني الرّبابه, ثم ناولني الرّبابه
*****
أيا فرحي الذّابل المكتظّ بالدِما
كيف يجلو آسِنُ الماءِ عن ساحِل الظَما
ويا قمرًا يسامِرُني في غُرّة الدّجى
تهمي على البيداءِ نوراً وأنجُما
صارت ليالي الحزن تَخبو كلّما
خشعت لهيبة وجعي ملائكة السّما
ألا أيها المتربّص بين الأضلُعِ
نَزَف التّاجيُ شَوقهُ, فتورّما
أتُراه شوقاً للحِمى؟
فيا لهيبَ شوقي للِحمى
*****
أيا كاهناً بوادي الغَضا:
أسَرَتْ بليلايَ العيسُ وانطفأت لغة الضُحى
اتُراهُ حقاً قد مضى؟
ذِكرُ الصّبا في الحيّ, سناهُ أبداً ما امّحا
سناهُ حتماً ما انقضى
حدثني, كاهن الحي:
كم قصة عشقٍ تكسّرت بَغْياً على الرَّحى
وكم ساذجٍ تمايلَ سُكراً لخمرِ الشّوق وترنّحا
وعلى تلالِ الرّمل, تحت الثريا, مَيتاً أصبحا
أنّى السبيلُ للطّريد ليفرحا
هل من سبيلٍ للطريدِ ليفرحا
*****
ايتها العرافة الغجريّه:
نبئيني: أتيكَ الزّوبَعة مواتيِةٌ للسفرْ ؟
أوتحسبين ألمي مدىً وغربةً ومطرْ؟
إني الذي ذاق الهوى وشكا النّوى وما فترْ
وبآخِر هزيعٍ عكفت أقفو أثرَ وطني المُنتظر
خلف الكواكبِ والشموس وبقلب عيني القمر
اني لأجلكَ
ما عدتُ أخشى الخطر
ما عدتُ أخشى الخطر
*****
يا واردَ الماءِ بحيّنا أرِحْ المَطايا
وازرع لنا وطنًا في جفون الصبايا
أما زال في الغيبِ مرتعٌ للبائسين
وفي فضائك من كرى الأمس بقايا؟
نحن في غمرة التيه نخطوا حائرين
كلما فنا نجمٌ في السّما, ولدت حَكايا
رتل علينا, كاهن الوادي, ما تيسر من ياسين
واتلُ علينا قصة الوطن الدفين
كلنا ندري تفاصيل الروايه
كلنا ندري البداية والنهاية
لأتعس احداث روايه
فروايتي, وطني الحزين,
روايتي بئس روايه
*****
وطني الجريح:
إذا ما اعْترضْتنَي يوماً
خذ بجسدي في ساعديك
ودعني احتضر بين راحتيك
واحفظ قصائد حبي لديك
وفي انبلاج النور صبحاً
راعِ عَمايَ, وأعرْني مُقلتيكْ
واطْوِ أحلامَ الدّجى لَعلّي
أغفو بإطراقٍ وأحنو إليك
يا مُترعًا بلهيب المَواويلِ
هل يطيب العيش إلا بين يديك؟
ويا حانياً لأنغام الميجنا
اني احبّ الموت بين يديك
اني احبّ الموت بين يديك

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى