معارضة
أفيْضُ زمانِكُم سروقٌ مدللٌ
وحكمٌ مؤلهٌ يبيع بأموالِ؟!
ودِينٌ مُضيّعٌ وبيتٌ مُمزّقٌ
ودَيْنٌ مؤجّلٌ ورزقٌ بإذلالِ!
وغربٌ مظفّرٌ وشرقٌ مُقسَّمٌ
وموطنُ عُرْبٍ مُطْمَئنٌّ لأطلالِ!
وكرْبٌ مُعمّرٌ وهجرٌ مُطوّلٌ
وقلبٌ معذّبٌ ولوْمة عذّالِ!
وشيخٌ مشبّبٌ وشبٌّ مُشيّبٌ
وذنبٌ محلّلٌ وقلبٌ بأقفالِ!
وعلمٌ مغرّبٌ وجهلٌ مقرّبٌ
وكلبٌ مُرفّهٌ وليثٌ بأغلالِ!
فأيّ زمانٍ تعرضون وشعركم
إذا ما ابتغى صيتًا تغنّى بأفضالِي!
وما لزمانكُمْ إذا ما تفاضلَ
الزمانُ سوى حُمْرٍ وحُمْقِ وأنذالِ
وإنّي بأخباري لآت وخِشيتي
إذا ما سردتُ أنْ تصَمُّوا كتمثالِ
ففيضي أقلّه سروقٌ مكبّلٌ
وحكمٌ مرشّدٌ يذودُ بأبطالِ
ودِينٌ مُؤصّلٌ وبيتٌ موَّحدٌ
ودَينٌ مُسدّدٌ ورزقٌ بإجلالِ
وغربٌ ممزّقٌ وشرقٌ مظفّرٌ
وموطنُ عُرْبٍ منبتُ العزمِ والجالِ
وكربٌ مفرّجٌ ووصلٌ مؤبّدٌ
وقلبٌ مطرّبٌ تغنّى بموّالِ
وشيخٌ موقّرٌ وشبٌّ مخلّقٌ
وذنبٌ مُحرّمٌ وقلبٌ كمِحْلالِ
وعلمٌ مقرّبٌ وجهلٌ مغرّبٌ
وليثٌ مُرفّهٌ وكلبٌ بأغلالِ
وحيٌّ مُعبّدٌ وظلٌ مُمدّدٌ
وبيتٌ مُزيّنٌ ببحرٍ وأخيالِ
ومجلسُ صالحٍ وحكمةُ عالمٍ
وشعرُ أميرٍ موئلُ الصبّ والخالِي
أوزرُ زماني صارَ وزري وليس فيّ
منهُ سوى الهوا وماءٍ وصلصالِ؟!
وما اسْتملكَ الحجا أو القلبَ ساعةً
وما بان مرّةً بقولي وأفعالِي
ويوم سُئلتُ إنْ صبأتُ أجبت: في
أميّة والعبّاس والصحبِ والآلِ
وديْني ودنيايَ وقدسي ومكّتي
وأهليْ وجيرتِي وصَحبيْ وأنجالِي
غريبُ زماني فيك أحيا متيّما
وصُبْحي وليلِي وارتياحي وترحالِي
سئمتُ زماناً لم أصِفهُ بعينِكَا
وإلّا لكان الصمتُ أفضلَ قوّالِ
وإنّي لفانٍ في سبيل رجوعكَا
بغدرِ عدوٍّ أو جهالةِ جُهّالِ
فإن كان في الحقّ هلاكي فطوبى لي
وطوبى لمن هبّ ولم يرضَ إذلالي
ويا مرحباً بالموتِ إنْ جاء في الحالِ
وبالملكينِ والسّؤالِ وأعْمالِي
مشاركة منتدى
23 أيار (مايو), 06:11, بقلم صالح مهدي عباس المنديل
القضية
اذا دقت طبول الحرب فاجنح لها
و طارد بني صهيون من يافا الى الصينِ
واذا جار الطغاة فحشم الشبان في
كل منزل كي نعيد الى بغداد تشرينِ
هذه افريقيا انتفضت و ما زال
حكام العروبة في سبات محجمينِ
انتخي بكل مغوار و هيج الأبطال
كي نعيد المجد في جالوت و حطينِ
:::
هيا نرتقي قمم الأجبال في صنعاء
نكسر الاغلال في نجد الى جلق فتطوانِ
مكن الاجيال من حرب بني صهيون
لا بحد السيف لكن باليراعة و البيانِ
ان نقنع الدنيا باننا اصحاب حق
لا نساوم و لا يطوي حقوقنا النسيانِ
و نردي ديارهم بني القاجار قفرا
و تسمع فيها نعيق البوم و الغربانِ
أفي غزة تذبح الأطفال غدراً بالألوف
تباد جمعاً و باقي الناس ترفل بالجنانِ
24 أيار (مايو), 04:45, بقلم صالح مهدي عباس المنديل
اليمن، خمر ١٩٩٣
ابيت في صنعاء و السهم بين جوانحي
غائر في العمق لا يبرح و بالتأنيب بؤذيني
انا جئت من بغداد من بلد جَزَر الطغاة
جاروا و عاثوا و لم تنصف ولا وازر ولا دينِ
قتيل الأماني و العلياء لن يهدأ لي بال
فديار الشرق طاردة و ما وسعت لتأويني
اصيح في وحشة الظلماء من سقمي
لعل سفين من الابعاد يسمعني فينجيني
فقد شردت في عرض الأبحار مركبتي
و ضل بها الربان إذ غرقت فيها دواويني
اقول و الاسى مازال في الاضلاع يبرحني
هل بها من غائث يسمع نداءاتي و ينجيني
خشيت أن تخطف الأقدار راحلتي بكرى
و ما رفّت على عليا المراتب يوماً جناحيني
فأن قضيت دون المكارم و العلى اقول
للنائحات لله درها بما عساها اليوم ترثيني
لا تُلقّني مكارم الاخلاق من شرف ما نلته
و آلام النوى في الأحشاء تقطعني و تؤذيني
أعاذلي كف الملامة و التقريع عني و
شمر عن ذراعيك و هات الكأس و اسقيني
كأس المعالي الذي ما شربت زلاله
يغريني و حال ردع النائبات بقسوة دوني
الا تراني في اواسط الصحراء اضمى فقد
جفت عروقي و ماتت من الهجر شراييني
يقول ابي من اين هذا الصبر جئت به هلا
رجعت لي فالبعد الذي أضناك يضنيني
يقول من لي اذا حل القضاء و حانت منيتي
ففي بعدك من ذا الذي بذاك اليوم ينعيني
ابات و لا تغمض لي الأجفان من ألمٍ
و عاذلي في سنة من نوم عاجز ان يداويني
إنا ظمآن في و هج الهجيرة و انت ترقبني
تصف لي الزلال و ما من رشفة فيها تسقيني
هجرت الدار و الأهلين و الاصحاب ابغى
منقبةً تكاد بها المنية في كل يوم توافيني
هذي الديار ديار الله موحشة ولا انيس بها
شح بها الأصحاب و ما بها من خلٍ يواسيني
تسجع في على قبب المسجد مطوقة ورقاء
عرفت داء الصبابة ما زال هذا اليوم يشجيني
اراقب جموع الطير في الآفاق سابحة
طربت بجمعها و كانها جاءت تسليني
اين هي الاحلام في سنة النوم مني عسى
ان ارى منكم في الاحلام خيال به تكتحل عيني
يأست و اطلقت العنان لمهرتي بالصبر
و الأقدام على مر السنون و لا اختلت موازيني
عسى الاقدار تناسني و تهملني و تمهلني
بعض السنين لأسري طليقٌ الى نبع ليرويني
فلي نفس ابية ترنو الى العلياء مرتبةً
سارت بها الأقدام و ما ارتدت عناويني
حسبي الله ونعم به يرق لحال مغتربٍ
يفرّج عني و ليته من شقاء الدهر يشفيني
2 حزيران (يونيو), 23:02, بقلم صالح مهدي عباس المنديل
الدار
عتبي على الدار أقول لها معذرةً
يا دار ماذا فعلتي بأهلينا
عهدتك و النهرين بريان الصبي
بك تضوعت رياحيناً و نسرينا
و الغانيات السمر في عرصاتك
ريام يجئن على الموارد ثم يغدينا
و الفتية السمر تحرث ارضناً و
تذود في الوغى عن حوض وادينا
أين الألى سادوا الديار بحكمة
إذ رحلوا ، أسفاً لقد خابت امانينا
يا دار جئت معزياً اليوم أخبركِ
اسفي للقول قد بانوا محبينا
مضوا و أخبروني عن ديارهم إلى
حيث بعد اليوم لا يرجى تلاقينا
2 حزيران (يونيو), 23:24, بقلم صالح مهدي عباس المنديل
فجر تشرين
امتي ثوري على الطغيان و اسحقي
الأنذال اعداء الشعوب
ادركي مجداً تلاشى للجدود
شرفا تغشاه اشكال الخطوب
آن للاصنام ان تركع لكِ
ليس للاصنام دين في الشعوب
اسحقي انف الطغاة عنوة
ليس للطغيان حق ان يتوب
احذري التسويف معسول الوعود
يربك السائل و في عجل يذوب
في كل ارض امحقي عرش الطغاة
في مشارقها و إن كان الغروب
اسحقي اعداء الشعوب
يا شباب العرب يا دم البلاد
ارفضوا الدجال منهم و الكذوب
لا حياة لبلاد امرها غير مصان
تكثر الأطماع فيها و الجحود
اين احرار بلادي و الأسود
تلجم الأعداء نصراً و تذود
اسحقي اعداء الشعوب
يا بلادا اقسم الباري بها
مسحت كل الخطايا و الذنوب
حبها امر خالد حبها
بين الجوارح و القلوب
ظلم حاق عصورا في البلاد
روّع الاباء فينا و الجدود
نكبات و نكسات و اضطهاد
و حصار و حروب