الاثنين ٢٧ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٥
بقلم أسامة محمد صالح زامل

توهّم

توهّمْ أيّها العربيُّ كيلا
يظنَّ الخلْقُ أنّكَ عُدْتَ ذَرّا
وقلْ مرِحًا لمن يبغي جوابًا
بأنّكَ بالمهادِ أحَطْتَ خُبْرا
وأنّك قد هجرْتَ الأرضَ إذْ لمْ
تعُدْ تُخفيْ عليكَ الأرضُ سرّا
إلى العلْياءِ مُحتلّا لكيلا
تظلَّ على السّماويّين حِكْرا
وباهِ بفتحِكَ العلياءَ غرْبًا
تطاولَ ظلُّه أنْ زارَ بدْرا
ولا تُخفيْ عليهمْ أنّ طيّ
السّماء وما تلا يحْتاجُ شهْرا
وأنّ الغيبَ من بعدِ السماوا
تِ آتٍ دورُه مهما تورّى
توهّمْ يَفهَموا لِمَ لمْ يعودوا
يروْنكَ منذُ قرنٍ مرّ دهْرا
يروا لِمَ لمْ يعودوا يلتقونَ
السّما في أرضِها سُنَنًا وذِكْرا
وما خبِرَتْ عصورٌ من أُمورِ
الدُّنى وطِباعِها شِعرًا ونَثرا
وما ألقاهُ ربُّكَ مِنْ أسامٍ
لآدمَ في السّما كتُبًا وحِبْرا
توهّمْ يُدركوا لِمَ لمْ يعودوا
يرونَ لمجدِكَ العربيِّ نصْرا
لِكيلا يحسبَ الأغرابُ عنهُ
بأنّك بِعتَ أرضَ الحشْرِ قهْرا
وأنّكَ بتَّ تسكنُ ما الغروبُ
ابْتنى من جُمْجُمِ الإنسانِ فِكْرا
وأنّك بتّ تعبدُ ما اليهودُ
افترتْ في غيْبةِ الإيمانِ كُفْرا
توهّمْ، إنّ طولَكَ دونَ وهمٍ
سيبقىْ لو بلَغْتَ الألفَ فِترا
لكي تُحْصى إذا أحصَوا وإلّا
فهُمْ مُسْتكثرونَ عليكَ مِترا
لكي يُبقوا منَ الماءِ الذي لَمْ
يعُدْ لكَ أيّها المغلوبُ بِئرا
وفي الأرضِ المُبارَكةِ التي لَمْ
تعُدْ لكَ أيّها المقلوبُ شِبرا
وفي التاريخِ إنسانًا وأرضًا
ودينًا أيّها العربيُّ ذِكرا
توهّمْ وابْقَ للأكوانِ سوقًا
تُضِفْ لبقاكَ يومَ الفرزِ عُذرا
وإلّا فالذي لا نفعَ منه
عليه اسْتكثرَ الأحلافُ قبرا
وما مِنْ واهمٍ إلّا ونقّى
ليكبُرَ وهمُهُ زيفًا وخَمْرا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى