الثلاثاء ١٨ شباط (فبراير) ٢٠٢٥
بقلم أسامة محمد صالح زامل

لا تقُلْ لي

لا تقُلْ لي لا تبْكِ مثلَ الصّغارِ
فأنا يومًا لم أكُنْ في كبارِ
كلّما ألْقى الظّنُّ مِن حاضِري بي
بينَهمْ ردَّتْ أدمُعي باعْتِذارِ
لِخبايا نفسِ الطُّفولةِ بي لا
لِكبارٍ أيّامُهمْ في انْدثارِ
ولِقلْبي و أدْمُعي و عيونيْ
لا لظنٍّ شُكريْ ولسْتُ أُداري
فرحَتي كُلّما صحَوا كي يقولوا
لي بأنّي لمْ يأْنِ بعْدُ نهاري
ككَبيرٍ مُخالِفٍ لقِصارِ
ما انْتَهى ما أتَوْا لغير انْكسارِ
ككبيرٍ مُصالحٍ لجُدودٍ
ما انتهى ما أتَوْا لغيرِ انْتصارِ
فأنا يومٌ لو عدَدْتَ سنيني
عدَّ من أحْصى النّبتَ بعدَ الثِّمارِ
وأنا عمرٌ لو عدَدْتَ سِنينًا
جرَّبَتْ ذي الحياةُ فيها اخْتِباري
وأنا جدٌّ لو نظرتَ مليّا
في يَقيني وعزّتي واصْطِباري
ولقدْ أبصَرَتْ خِصالي سُعادٌ
وكفى ما ارْتأَتْهُ عندَ التّباري:
رايُ أمّي
رأيُ أمّي أنّي أشابهُ جدّي
رغم أنّي وليدُ عصرِ التردِّي
كرّرتْ أمّي قولَها وأصَرّتْ
أنّ جدّي لهُ عُيونيْ وخدِّي
وإبائيْ وعنفوانِي وجدِّي
وعنادِي وكبريائي وردِّي
فبدا ليْ بأنّ هاجسَ أمّي
عودةُ الجدِّ لابسًا ثوبَ جلدِي


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى