
من الشعر الكوردي الحديث

كراسٍ فارغة
كراسٍ فارغةتنتظرُ من يجلسُ عليها لهنيهةأو يستريحَ للحظاتٍطرقٌ معبدةٌعند أطرافِ القريةلم يسلكها إنسانسماءٌ صافيةٌتنتظر قدوم غيومِ خريفٍ متأخرٍجدولٌ رفيعٌيشتكى قلةَ تردّد العصافيرعلى مياهه الرقراقةعيونٌ جاحظةٌتندهشُ من هولِ الصدمةينابيعٌ تعبىتسترقُ السمعَ لحكاياتِ فتياتِ القريةوهنّ يسردن مغامراتهنفي زمن الطفولةشبابيكٌ ملونةٌتزدان بظلالِ أشجار السرومفتوحة على مصاريعهافي وجه رياح الأحبةأبواب مواربة قليلاًفي إنتظار مرور عشاقما زالوا خارجاًدموعٌ منهمرة ٌراسمةً رسالةَ وداعٍعلى وجناتٍ وخدودٍلم تمسها شفاه القُبلشفاهٌ يابسةٌ عطشىعلى قارعةِ طريقِ الوعدترنو نحو ينبوع العشقلترتوي من عسلِ الوجدأمنياتٌ عجلىتسير وسط شارعِ الرغبةِللإلتحاق بمترو البشرىأسرابٌ من زرازير الوجدتملأ أفق الإنتظارلترفرف في سماء اللقاءأغانٍ لم تكتب بعدُتبحثُ عن ملحنٍأضاعَ معطفهُ الصوفيفي مترو أنفاققصائدٌ متشردةٌتطاردها شرطة النقدلتزج بها في سجن النسيانألحانٌ قديمةتقبعُ فوقَ رفوفِ ازمنةٍيعلوها غبارُ الهجرانكلماتٌ من دون حروفٍتستلقي بين صفحاتِ قاموسٍبلا عنوانحقولٌ متراميةٌمن رغبات آنيةٍتسورها أسيجةٌمن تقاليدٍ باليةٍقبلٌ عطشىتتهالكُ في أزقةٍتسلكها عاشقاتٌ هائماتٌيبحثن عن جسدِ قمرٍورِثَ الأغنياتأسرابُ حمامٍتحوم في سماءٍتلبدها غيومُ حزنِرحيلِ نجمةَ المساءِلهيبٌ من نيرانِ الفراقتحذر من قدومِ شتاء النسيانفي موسمٍتهاجر فيه طيورُ الحلمِإلى غاباتِ أملٍتسقيها أنهار الزمان