

قوس قزح
محمد أمين بنجويني
لو تحدثت الأيدي
مع الأيدي الأخرى
(1)لولو تحدثت الأيديمع الأيدي الأخرىلو أضاءت الأعينمع الأعين الأخرىلو نبتت القلوب في القلوب الأخرىسيخلق الأمان والعشق والحياةنعيماًوتتزين الحدائقوترتفع قهقهات سمفونية الضحكإلى عنان السماء(2)القمريحلم أحد الفقراءبأن القمر غدارغيف خبزيحلم أحد الأغنياء بالقمرمتى يشترى قطعة منهليبني عليه غرفة للتجارةويحلم أحد الأطفالأن القمر قد غدا أمهوالحواريات منهمكات في تجميلهاحلم العروسانأنهما يتجهان في هودجهما نحو القمروذاقا طعم شهر العسل هناكبدوري حلمت أن القمرغدا جبيبتي وقد غطتها سحابة سوداء(3)أناطوال عمريلم أؤذ أحداًغير أنهم يلكزونني بالإبر يومياًطوال حياتيلم أطلق النار على أحدغير أنهم يرمونني بالرصاص يومياًطوال حياتيما ذبحت طيراًغير أنهم يقدمونني قرباناًكل لحظةفهل هذا هو دعاء أميلازال يلاحقني ؟هل هذا دعاء أميوقد تحقق جراء مشاكستيأم إنني ملاكتزول عني خطاياي جراء هذا التعذيب ؟(4)العيونأعشق العيون كثيراًحين تتلألأ كالنجوموكثيراً ما حللت ضيفاً على النجوموحدث مرة أن قامت نجمتان بإيوائيوقامتا بهدهدتي بتلألأهما وكأنني طفل رضيعوشدياني بشعاع نورهماوبعد مضي فترة أصاب العمى العيون.. وغربتوسقطت بدوري من السماءوبعد ثلاث سنواتحللت في مضيف نجمتينأسعدتاني ليلاًوقامتا تطمئناني فؤادي الجريح والمخطوفوفجأةأختبأتا خلف غمامة سوداءكنت طيراً شريداًوقعت في شرك صياد ماهرومنذئذ بدأت الحرب بيني وبين النجومالنجوم هناك في الأعاليمنهن يضحكن إستهزاءاً بيوأنا قابع على الأرضوقد جن جنونيلازلت ابكي وأولول(5)قوس قزححين أشاهد قوس قزحأتذكر ربطة المهدالتي كانت والدتي تشدني وأخوتي وأخواتي بهاحين كنت طفلاًعشقت القوس قزحكنت صغيراًحين كنت أراه فوق قمم الجبالكنت أود التشبث بهلأرتقي إلى السماءهل إن ذلك كان من اجلأن أتحرر من لحد وقيود أربطة المهدأم إن لون المهد ورباط المهدمستمد منه !(6)اللحد والمهدبين اللحد والمهدتباين نسبيالمهد يقضي على هواء الحريةوالنفس والروحواللحد يمتص جسدكوجثتك وعظامكلذا تجد الكورد عصبيو المزاجأفظاظاًلأنهم ذاقوا عذاب لحد المهد !(7)الروحتسافر روحي مع الغيومحتى تصل إلى البلادعلى أملأن تتساقط من خلالقطرة مطرعلى مدينتاكي يلهو بها الأطفال !(8)الشموعالشموعتشاركني البكاءحتى الصباحإنها تعطف علي بلهيبهاوفؤادي يعطف عليهاإنهن يذرفن دموعاً حمرأما انا فأذرف دموعاً عفصي اللونوكلانا نحترقفغدون بدورهن شموعاًأما أنا فقد استحلتُ فحماً !
محمد أمين بنجويني
ترجمة رشيد الطالباني