

قراءة في وجوه الخيل
و قرأتُ وجوه الخيل
على ضفة بعض النقع مُثاراً
كان بها ما يشبه نخل اللهِ
و تحت النخل
فوارس تغلب تحسو أنخاب النصر
هناك العنب المُشْرَبُ بالأرق الأسود
صار بيارق حرب
أنى اتجهت
ثَمَّ يكون حصار
أو سبيٌ
و هناك خيام قريش
رفضت أن تبقى للريح مهبّا
قال العرافُ:
"ستنمو في كف الماء شجيرات الدم
من طعم النكسة لن يبقى غير الحزن
فطوبى للحجر الملفوف بأسمال الصمت"
و يصيب وجوهَ الخيلِ حنينُ الغارات
فتزهر فيها هاجرة
و البعد عليها يضفي أتربة الوعثاء...
تصبَّبَ عرقٌ
و تعالى ضبْحٌ
نهض التاريخ من النوم
فألقى للشرفات زهور الضوء
و غادر مطرحَه،
التاريخ صقيع الأرض و قد زمَّتْ فمها
الأرض أديم الماء و ليس لماءٍ نسُكٌ
الماء قميص تلبسه قبّرةٌ...
حين غفا التاريخ
بدا الشرق كزنبقة تكتب سيرتها
تحت سنابك خيل غزاة
قدِموا من جهة أخرى للعتمة.