

في حَضْرة التـُّـوتِ....
إلى صَديقي الأعز، أ:محمد حجاجي الذي شاركني تُوتَ ذلك الصَّباح.
مَنْ نبَّهَ شَجَر التُّوتإلى قِطافِ هذا الصَّباحْفاصْطَفَّ عَلى مَرْأى’مِن طِفْلٍتلمَّظتْ به الأَحْلامُعلى شُرفةِ ذاكِرةٍعَصفتْ بها ريحُ نِسيانٍخارجَ الفُصول الخاسِرةْ.عادَ آهِلاً بفاكِهَةٍتَعتَّقتْ في خَوابي الرُّوحتـُساقِطْ عليْه..حَبَّاتٍلا أشْهى’ولاأبْـهى’مِن سيرةِ التُّوتالتُّوتَةُ التي مَثلـَتْ بيْن يَدَيبـِتواضُع خُضْرةوسَخاءٍ عَــميمْفَتحتْ لي أفْقًا يُفْضيإلى شَجَر في العُمْرِغَزير بـِما تَعتَّقَ مِن تُوتٍوقَطَّرتْ شَرابًا مَعْسُولًافي قَدَحَ الطِّفل المَغْمور بالسُّكوتْقالتْ لي:تَدارَكْ شِبْعًا فاتَكَفي نُذْرَةِ القُوتْفأنْتَ تَرْعاني مُذْ كنتُ فَرْعًا طَريًّاتَميلُ به ريحٌ هَوْجاءإلى حيث تميلُتَخْشى أنْ تَهْصرَهُ في عِزِّ الصِّبافيَذْوي ، ويَموت.إطاركنتُ ، هُناك ، على كُرسي ،بمقْهى’أشْهَدُ انْبثاقَ التُّوتِمِن فُصول هذا الوقتِذات صباح، رائِقٍبمقْهى "إمِلشيل""وصِحابي الطيبون، في الرَّحيلِ إلى غَرْبِ الطُّفولةِيَسْتخرجون تُوتَهُمْمِن جـِرابِ الذَّاكِرةبكُلِّ لوْنٍ ، ومَذاقِفَاتَ "زرْقاءَ اليَمامَةِ"أنْ تَرى’شَجَرًا يَنْهَضُ في بَساتينِ الكَلامِوَطراوَة أطْفالٍ يَمْشُونَإلى ذِرْوةِ الحُلُمِبسِلالٍ مِن تُوتِ البَهاءْ
إلى صَديقي الأعز، أ:محمد حجاجي الذي شاركني تُوتَ ذلك الصَّباح.