الجمعة ٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم
فسحة تضيق
أنشودة هذا الصباحسلام معطر من شجيرة زعترنسيم يخمش بنان الخزامى فيسيل العبيربسمة تفتر عن زهرة رمّانتسري فرحة في الجنان خاطفةترفرف الحنايا خلسةعلى آه مكتومة، تُطْبق الهدبوالحواس تصغي إلى إيماءات شاردةرجفة تهز الحشاهنا أو هناك، أو على متن سحابةيكمن شيء يناغي القلب.قال لي زميل عند توديعيوهو يعود إلى بلده:برمجي ضحكة في مفكرتك اليوميةوسترين بعد هذارأيت قبل، رأيت بعدرأيت شحرورا يُسْتَلّ منه صوته، فيقبع في ساحة المدينةينتظر سائحا يرمي له حفنة قمح، ويلتقط صورا للذكرىرأيت مدنا تدفن سهوا سكانها تحت أنقاضهارأيت أملا يُجَدّل شابا وحين يدنو منه يطوحهرأيت مهرة يُذْبَح جموحها بين عينيهارأيت نبوغا عتيّارأيت الذي رأيترأيت طويلا، طويلاحتى هدّني الإعياءفاتكأت على سور تبقّى من خرابوبكيت....لا جدوى من الكلام العاطفي الآنوالمادي يُبايَع كل ليلةفسحة القدر ضيقةواليأس جياشقد تعطف على شفتيّ ضحكة يوما ماإذا لامس الأبيض الأكف السوداءوبدّلت الشرفات روّادها.