الاثنين ٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
بقلم خالد عبد الرضا السعدي

عندما يكونُ الحبُّ أرادةً كونيةً

الحبُّ قــــــــويٌّ كالموتِ" الشاعر والروائي الفرنسي بيير لويس"رواية أفروديت""

إلى/ التي أحبُّهــــــا حدّ الحرية والبكاء..إلى أميرتي"هــ" وحسب

هل أنا مقيدٌ يا حبيبتي ..؟أجل..أنا مقيدٌ بالموتِ والخراب وبارود البنادق وشظايا الأنفجارات البربرية التي سحقتْ أحلامي ذات غزوٍ للورد في أعماقي وأجتياحٍ مريرٍ لأحلامي..أذاً لماذا أحببتكِ حدّ التشكل في أثر خطواتك أثراً يمجدُ أصابع قدميكِ اللتين يمشطان رمل شواطيء روحي العطشة لمداس قدمك على قلبي الشهيد المدفون في الغياب والغربة..أجل أنتِ حوائي التي بكيتُ عليها طوال الزمن المرّ وطوال الرصاص المصطفق فوق رأسي والقذائف المنفلقة فوق رأسي الدائر م! ع دورة عجلات الغزاة الضاغطة على ترابي ..أنا رجلٌ منسيٌ لا أحد يعرفني غيركِ عندما ألتقيتكِ في عالم الذرّ فقال لي القدر هذه أميرتك ذات الأقراط الذهبية المدلاة على أكتاف من المرمر..ذات السيقان العاجيتين..والقلب المفضض بالإخلاص وحبّ الورد..ذات الروح المقاومة لأعداء الحياة والجمال..تلك هي فاتنتي (تلك هي مسألتي)..ولكي أعللُّ لكِ يا قرّة العينِ همجيتي في العشق دعيني أقولُ لكِ أولاً بأني مؤمنٌ بعينيكِ وقميص النوم الأبيض الذي ترتديه وبأظافرك المطلية من حمرة دمي ..أؤمن بصدركِ جنتي لذلك قاتلتُ فأنهزمتُ أو هَزَمتُ هذا لا يهمني الآن..! يهمني أن الوطن خارطة تبداُ من قدميكِ صعوداً إلى شعرك الليلي المنسرح الذي لم أمشطه ..الوطنُ عيناكِ اللتان حدثتاني بغربتنا كلينا فأفهمي معنى التسرب في جسدٍ واحدٍ والأندماج روحاً واحدةً رغم عويل المسافاتِ وشحوبة الأفق لمستقبل هذه الرعشة الألهية الروحية التي جمعت روحينا على البكاء والتشظي..أسمحي لي أن أقولَ لكِ بأني صادقٌ في كلّ خفقةٍ لقلبي المتعب المشتاق لدقات قلبك تحييه من عطبه الموحش..أسمحي أن أوضح لكِ أني صعدتُ إلى أعلى جبل البهجة والعزّ وسقطتُ إلى أسفل و! ادي الحزن والذلّ والوحشة وما أقسى أن تذل الأقدارُ الرجلَ فتتعطلُ قواهُ الطبيعية في فرض نفوذه عليها بعد أن كان سيّدها!!..ما أقسى على الشاعرِ تعطل أدواته وسط زحام المدافع والجنائز التي تغصُّ بالمدن المستباحةِ..أنا صفرٌ شاحبٌ رمتهُ الحرب في جحيمها فشاءت له السماء التعاسة حدّ هذه اللحظة ..أجل أنها لحظة تعيسة لأنكِ بعيدة عني وأنا بعيدٌ عنكِ وكلانا يمارسُ النكوص على ذاته..أعرف بأنكِ أمرأة عربيةٌ فيها كلُ عطش الصحراء وأنا رجلٌ عربي فيه كل ظمأ الأجيال للماء المنبثق من بين أصابعِكِ ونهديكِ وساقيكِ تعساً لكل الحواجز وتبّاً كيف لا أذوبُ فيكِ قصيدةً تستقريءُ أنوار وجهكِ الخالد في محيّاهُ..كيف لا أستوعبُ قصر قامتكِ وطول حنينك المنسكب في روحي.أعرفُ أجابتكِ مُسبقاً يا "حواءُ" لقد فات الوقتُ علينا وتحولنا إلى تمثالين يتوسلان المعجزات أن تتحقق في عصرٍ تذبح فيه الشعوب البريئة من الوريد الى الوريد على مرأى من العالم الجبان..أيُّ أنسانيةٍ تلك التي تقتل الطفولة فينا وتشهر أطور أسلحتها لتدمير أكواخنا البسيطة..؟؟لا أريدُ قصراً كنتُ أسعى لبناءه فهوى على رأس ذكرياتي ولا أريدُ مجداً ترسمهُ الحروف المقدودةِ من شغاف القلبِ أريدُ عُشّاً يجمعنا كعصفورين فوق شجرة يوكالبتوز ! في (بعقوبة) أو (بغداد) أو (بيروت) أو (دمشق) أو (دبي) أو منطقة الخط الأستوائي أو جزيرة فضائية في مجرةٍ لم يكتشفها المنجمون..هل هذا كثيرٌ عليّ ..؟فشكراً للسماء على عذابي وشكراً لعينيكِ على الحنين، ثمّ كيف ستفهمين يا أميرتي أنني مولودٌ معكِ لحناً حزيناً لأغنية تسمعيها بأستمرار..أو ماشةً تضعيها في عتمة شعركِ..أو معصماً تلبسيه ذات سهرةٍ رسميةٍ..أو آهةٍ تطلقيها ذات حسرةٍ..أو خيبةٍ تجنيها ذات هزيمةٍ..أو غربةٍ تعيشيها ذات وطن مذبوح من (دجلة) إلى (الفرات)..!!!!!
كيفَ تفهمينَ أني شاعرٌ بكِ منذ الولادة وأن حروف أسمكِ منقوشة فوق جبيني وأن جنائن روحي بعض هداياكِ لي يا مُكمّلتي ومهرتي التي لم أحظَ بصهيلها..سوى آهاتٍ تجرّحني..تجرجرني حدّ الأنتحار..
ألو...أنا العراق يا حبيبتي العربية هل تسمعينني..؟
أنا محتلٌّ ومدمّى ومحطمُ ونخلي قصّتْ جدائله العواصف...
أنا بغدادُ يا وحيدتي وشهريارُ هجر لياليهِ الخوالي..بعدما أغتصبوا شهرزاد أمام عينيه وصرخ وكبّرْ ولعن الحرب والشيطان..و..."بوش" و طيش الــ سي.آي.أي التي أقحمت السومريين بالنار..ونحرت أجمل صبايا "بابل" قرباناً لآلهة الوجوم.
حبيب! تي الغالية..
أنني مقحمٌ بكِ وموجعٌ بكِ ومتفاؤلٌ بالدموع التي أصبّها فوق خديكِ..هل تستوعبين جنوني بأصابعكِ وجدائلك التي سوف أضفرها يوماً ما هكذا تحدثني الأحلام الفردوسية وهكذا ترسمُ الأشجار عناوين لقبلنا الخائفة التي لم تبدأ بعدُ ..وآه..لو بدأت أغمسُ فيكِ ذاتي المعذّبة..أزرعها في رحمك المقدّس طفلاً يشتاقُ دفء الرحمِ..أعيدي تشكيلي في ذاتكِ..أعيدي روحي الملصقة بروحكِ عرساً تغردُ فيها البلابلُ على شرفات مواعيدنا"الفيروزية"
وأيُّ سعدٍ سأسعدُ أن لم تكوني أنت البدأ واللا ختام لهذا العشق المجنون..لشفتيكِ الحمراوينِ لغةٌ أفهمُها كما لنعومة بطنك التي ستحملني بين أحشائها النورانيةِ يا أمرأةً خلقت من نور الشعر والله ..كيف لا أعشقكِ ولا أتمسكُ بكل تفاصيلكِ أنت لستِ وحيدةً الآن تحملي عري الأسى وشحوب الانتظار..تحملي لوم المحيط الأغبر الذي يحاول فصلك عني..أني أتسائل بمرارة أذا فصلوا تويج الوردة عن أوراقها بسكين التقاليد والأعراف الغابوية هل ستعيش الوردة يا غاليتي وشاعرتي ..؟ أتسائلُ كيف لكِ أن تضاجعي خروفاً لا يعي أنكِ "حواءٌ" أبنة حواء"أمّ البشر"وأنك نبع الحياة المتفجر الظاميء "لآدمٍ فيّ ينتظرُك طوال العمر" المسجون وراء المسافات ورحى الحرب والأنفجارات ! العمياء..!
بالله عليكِ ..بالشمسِ..بالقمر الزاهرِ..بمواقع النجومِ التي دلتني عليكِ هل يصلحُ أن لا نلتقي في سريرٍ يضمنا طفلين في رحم الإنسانية يسبحان..
لا أستطيعُ الاستمرار بالبوح فقد ساحت مياه الطبيعة على ظل الورد المنعكس من سريركِ الجنّة..
ساحتْ روحي المعذبة تتوسل روحكِ العناق..

بعقوبة
23/11/06


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى