محردةُ كلَّما شاهدتُ طيراً
يهيجُ الشَّوقُ في القلبِ الولوعِ
فما طافتْ مناظرُ منكِ إَّلا
وأضرمتِ المجامرَ في ضلوعي
حكاياتٌ على العاصي رؤاها
تضيءُ بخاطري مثلَ الشموعِ
هنا طاحونةٌ..وهناك شيرٌ
وينبوعٌ تدفَّقَ للجميعِ
على الجسرِ العتيقِ هنا العذارى
بدتْ تختالُ بالِّزيِّ البديعِ
وعشاقٌ يغُّنونَ العتابا
لتؤنسَ وحشةَ الوادي المريعِ
وبيتُ الطينِ سقفُ من بدودٍ
تحدَّى كلَّ موجاتِ الصقيعِ
محردةُ يا عروسَ الوردِ إنِّي
أعانقُ فيك أحلامَ الرَّبيعِ
وقفتُ لأستعيدَ اليومَ ذكرى
هي الجذرُ المباركُ للفروعِ
فقلتُ وبعدما أُضنيتُ وجداً
ورحتُ أحنُّ للسحرِ الطبيعي
هنالك في محردةَ خيرُ أرضٍ
هي الأمُّ الحنونُ على الرضيعِ