أرجوحة الخيبة
القصيدة التي ودَّعَ بها الشاعر السوري مفيد فهد نبزو صديقه وجاره الأديب
الكاتب والمترجم الأستاذ محفوض جرُّوج رفيق الدرب والكلمة والكتاب رحمة الله عليه.
هكذا أرجوحة العمرِ العجيبه
حين يدنيها انكسار
حين تعلوها المصيبه
حين ترميها يمينا ً وشمالا ًبكوابيسَ رهيبه
يصبحُ الشاعرُ آلة
في زواريبِ الجهالة
فتعالي لا تخافي يا غزاله
كلَّ ما في غابتي شكّ وريبه
إنني أمضغُ شوكَ العوسج البريِّ إحباطا ًوخيبه
يا حقولَ الغيم من يرعى الغيوم ؟!.
يا صديقَ الليل من يجني النجوم ؟!.
والصدى ينسجُ من صوتي عباءه ..
والندى يقطرُ من جرحي البراءه ..
في مساحاتي الخصيبه
هكذا أرجوحة العمر العجيبه
فتعالي يا غزاله
غابتي فيها يناجيك القمرْ
فوقهُ يرسمُ خيط الضوءِ هاله
غابتي فيها ظلالُ الشمس ما بينَ الشجر
فتعالي يا غزاله
حالتي أغربُ حاله
إن من يغرسُ طيبه
في مساحاتٍ غريبه
ما بها إلا الرؤى والأمنيات
موسقتها الأغنيات
جنحتْ عنها الحبيبه
رواغتْ فيها الحياة
وضعتها في حقيبه
ساعة ً تنهش ُ ساعاتٍ رتيبه
هكذا أرجوحتي بعد التمنّي
لمْ نعدْ فيها كأطفالٍ نغنّي
لمْ نعدْ نسمعُ للظبي نزيبه
ضاقتِ الدنيا وكمْ كانتْ رحيبه
هكذا أرجوحتي أرجوحة العمر العجيبه .