الخميس ١٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
بقلم
صهيل
يحاصرني الجفافُ المستبُّد كلعنةٍحطَّتْ على رمل القوافي،والترابُ أخاله مثل الفقيرِينام مستسلماً للموت،لا أمل يدغدغ حلمَهوالخبز أبعد من يديه،والمدى عَبَثٌ رؤاهُ.نائمٌ وأظنني في الكهف أفْتَرِشُ الثرى،وكَفِتْيَةِ الكهفِ الرقيمِ أُصَاحبُ الدهرَ المديدَ،وسلَّتي أكل الزمانُ ثمارَهانَقْدِي قديمٌ ليس ينفع صرفُه،لغتي جنونٌ والحروفُ كؤوسُههذيانًه المعتادُ، والقمرُ البعيدُفهل قهرا طويتُ صحائفي،أم لذت طوعا بالكرى الخلاق؟هل كانت ككبوة فارسٍقبل الصهيل غداًليملأ بالنشيد مسامع الآفاقهل فرح البياضُ للحظة عَبَرَتْبزهد اطيافِ المدادوقحطِ أزمنةٍ عجاف،أو سنابل خاويات،كلحظة اللاحب واللاموتوالجدل العقيم.قد يئِّنُ الشِعْرُ شوقاًأو يخون الحبر عهدةَ الأوراقأو يَهِيمُ القلبُ من عشقٍ قديمفي براري التيه والليل البهيموقد لا يسترد الزهر رونقهوقد يغتالني حرفٌ يصبُّ خمرتَه العجيبةبأقداح الفصاحة خلسة،وأعبّها في لهفة المشتاقمأخوذا بطعم رضابهافتَسدُّ نافذةَ العواصفِ عنوةًوتُخبّئ الإصباحَ في جيب الدجىلا الشمس تبعث دفئها الصيفي عطفاًولا هي تغرس الآمالَ في البسمات.قد لا تنجلي أسرارُ صمتي كلُّهافالقلب أكبر من سكونِ مسائهوالحبرُ أغنى من رؤى العشاق.r