الخميس ٢٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
بقلم هناء رشاد

صاحبة الحفل!

لم أشعر بأنفاسي تتصاعدُ، وأنا أعلو الدَّرَج، واحدًا تلو الآخر.

لم أتصبَّب عرقًا، وأنا أسير مسافاتٍ، وهذا الضوء الساطع يَدُلُّنِي.

لم أَتَعَرقَل في مئاتِ العوالق التي ازدحم بها الطريق، فكلما صادفت كبوة، استحالت بساطًا.
وأنا في رحلتي للصعود: الغيوم تنقشع، الألوان تنسحب، لتترك فراغًا ليتمدَّد اللون الأبيض في مشهد فريدٍ، الأصوات المتصارعة تَخْفُت، والناس أراهم من أسفل يتضاءلون.

الضوء يزداد سطوعًا، وجوهٌ نَضِرَة تصطفُّ على جانبي الطريق، شلاَّلات ماءٍ تتراقص مع موسيقا تصدح في كل مكان، مواكب أفراح تتهيأ لقادم نبيل!

الأحلام التي كانت تتراقص في منامي أراها هنا حقيقة، حلمًا تلو الآخر.

السعادة وكل ما كنتُ أسمع عنها بين يديَّ الآن!

ما كل هذه الحدائق؟

ما كل هذه القطوف التي كلما اقتربت دنت؟

تَجذِبُنِي الأضواء، وتَحُفُّنِي الأشجار من كل جانب، يُفتح بابٌ واسع فأُلَمْلِم ثوبي الأبيض، الذي طرز باللآلئ، أتعجل بالدخول، أَدْلف من بين الأغصان، تستقبلني الأصوات الرخيمة.
والكل يردِّد في تناغم:

سلامٌ، سلامٌ.


مشاركة منتدى

  • لغة شاعرية رائعة، وإسلوب أدبى جذاب، تجدل بحروفه اللؤلؤية عقداً تتزين به القصة القصيرة العربية؛ فتزهو به وتختال.... سلمتى أيتها المنصورية، وسلم إبداعك يا بنت مدينة الفكر والفن والجمال... وفى انتظار المزيد من إبداعاتك القصصية

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى