أسهر أحيانا وحدي كي أبصر ما أبصر من مرئيات
تتراءى في الليل الأشجار النائمة .. النجمات المرتعشات
ولأني لا أعرف ما يخفيه الغيب
أتشاغل بالنظر العطشان إلى الأشياء على كل الجبهات
أصغي لفتات من أصوات
طلقات رصاص تغرقني في موج الرعب
أبصر حولي جثثا ملقاة فوق شوارع
أنعى وطني وأظل أسارع
لأفر إليك .. أفر إلى واحات الحب
لكن القلب يظل يطل على صحراء
يبكي قلبي في جوف الليل
أبكي معه وأنا أبحث عن قطرة ماء
أبحث عن لحن تعزفه أوتار القلب
ويطول الليل فلا يبقى غير الأمل الشاحب يجرفه السيل
في كل مكان محتقن بالفقر وبالقهر وبالبهتان
تتعالى صرخات في الليل
يولد طفل في هذي الساعة
يرقص قلبي رقصة ديك مقطوع الرأس
يرقص قلبي وكأني مخمور في حفل
يتجرع ما في الكأس من الحسرة واليأس
يتساءل: كيف سيحيا الطفل؟
كيف سينجو من طوفان ينذر بالويل؟
في كل مكان
في هذي الساعة
ترحل روح وتدوي صرخات ملتاعة
يجرفني الحزن ويلقيني في حضن الرمل
تتقارب أو تتباعد في الليل الأكوان
تتوحد أو تتواجه في روحي الأزمان
ويطول الليل .. يطول الليل
ويظل يطول فأشهده
أحزانا تغرق في أحزان
ويطول الليل.. وسجن الكون يقيده
(يا ليل .. الصب متى غده؟..)
قلبي يسأل: أين الإنسان؟
فتباغته ريح من كل جهات الأرض
ريح يتعلق فيها الحقد بحبل البغض!