الأربعاء ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٤
بقلم تركي بني خالد

رسالة من أفلاطون

هل يعقل في زمان الحرب.. والتدمير

أن يبقى شيء للحب.. والتفكير

بغير الضرب.. والتكسير؟

هل يعقل في هذا الزمان .. العفن

أن يبقى مكان.. لإنسانية الإنسان؟

هل تبقّى شيء من الأزمان...

غير زرع الحقد في الأذهان؟

ونزع الحب.. ومغازلة الشيطان!

هل ما زال ممكن حقاً..

زراعة الطيب .. وحمل المسك .. وصوغ الأغاني؟

أم أن نافخ الكير .. تهلل ابتهاجاً..

حين أدان له الكل.. وطأطأ الرأس

فأفسحوا له المكان؟

هل ضاقت الدنيا عليكم بما رحبت

وتقلصت مساحات الحب..

وتراجع البحر عن الشطئان؟

هل انسحبت جيوش العشق

وتقهقرت دموع الفرح في المآقي ..

وأعلنت إضراباً مياه السواقي؟

هل يعقل .. بعد عشرين قرن من السنين..

أن لا تعرفوا شيئاً .. عن الحب..

عن الشوق.. أو الحنين؟

وأن لا تتقنوا غير مبادئ القصف ..

وجدول الضرب.. بالسكين.

هل يعقل أن تعود كر بلاء من جديد .. كل يوم..

وأن لا يفرح الناس بيوم العيد؟

هل يعقل أن لا تجد العصافير..

مكاناً تحت الشمس .. تستظل به

فوق الأرض .. أو على الأغصان.

أم غداً مستحيل .. العيش

بغير مكابدة الأحزان!

وهل ممكن حقاً .. في زمن الحرية العجفاء

أن يستعبد الإنسان..

أخيه الإنسان..

وهل عجزت أمهات هذا الجيل ..

عن ولادة الأحرار...

يقولون الحق في وضح النهار..

وهل تلوث حليب الأم.. النقي..

ليستبدل بالمسحوق .. الشقي

وهل تبقى من حنان الأسرة غير الشجار؟

هل يعقل في زمن الغباء .. المستفحل

أن يكون كل شيء .. " ذكياً "

باستثناء عقول الناس ..

عجزت عن التفكير .. والإبصار.

هل أبقيتم شيئا للرقص.. للغناء..

لما سمحتم للغربان .. وطيور البوم

أن تنشر الزعيق في كل مكان؟

وطردتم أسراب الحمام من الفناء.

هل جننتم معشر البشر .. بعد أن جنت

طيوركم والأبقار؟

خوفي عليكم يا بني قومي..

إن لم تفيقوا .. الفناء المؤكد

وأن تلقوا مصير الديناصور

والاندثار!!


مشاركة منتدى

  • د. تركي

    البوح الجميل مثله مثل كل الاشياء الجميل قطع الحلوى / كركرات الضغار / زهر البنفسج / تلويحات الغريب للغريب

    ولكن الاجمل حقا

    ان نراك شاعرا

    السجع سيدى يصنع طنينا ما وحتى الوزن والخليل - هذا القديس الذى اروثنا القداسة - لم يفعل للشعر اكثر من لملمة الحروف

    افتح بوبات القلب على اخرها ..... وقتها ستعرف حقا ان الشعر لغة ما لانبياء الكلام

    اتمنى ان ارى شعرك ..... شعرك الحقيقى

    • Dear Aba Ziyad,
      I thank you for what you said. However,I wish you were more specific. I did not mean to say poetry and I do not want it to be classified as such. I do not understand what you mean by ’real’ poetry! But, I believe poetry is either poetry or nothing. I say what comes to my mind at the time and as long as there is one soul on earth who could understand the message or like the words or lines I shall be more than happy. I hope you postpone your judgements until you see more of what I write. Thank you for your interest.
      Turki

    • عزيزى د. تركى صباح / مساء الخير

      تطلب مني الموضوعية وما انا الا قارئ نهم وشاعر يكتب ويتحسس وقع الاقدام المميزة .... لذا فلست قاضيا على الاطلاق وكما تقول i hope you postpone your judgements until you see more of what I write" فاننى
      انتظر منك المزيد لا لأصدرحكما ولا شئ من هذا القبيل ولكن الارض تحملنا الى ما لا نعرف ولنتعلم سويا

      Just trust oen thing in this world " there is more one chance to get the truth "

      فقط تذكر دوما ان الحقيقة ليست بينة وليست فى المتناول ايضا
      محبتى

      ابو زياد

    • Dear Aba Zuyad,
      I enjoy reading your responses. You are certainly quite thoutful and wise. best wishes to you.
      Turki

  • اشكرك بعمق اخى الكاتب على هذا المقال الجميل والرائع والقوى الهادف ونحن نتمنى دوما ان نجد مقالات بهذه القوه والتميز وشكرا لك على الدوام .
    نحن فى انتظار المزيد والمميز منك وشكرا

  • أخي الكاتب من بعد الشكر فمن ينكر أن اسم المدينة الفاضلة بات مرتبطا بأفلاطون وباعتباري طالب هندسة معمارية أعد لتقديم مشروع تخرج لنيل شهادة البكالوريويس في الهندسة المعمارية فقد اخترت من شهر المدينة الفاضلة كمشروع كامل أقدمه وواجهت معارضات كبيرة من المدرسين ولكنني أصريت على المشروع وأنا آعمل عليه الآن والآن بعد أن قرأت القصيدة يسرني أن تكون في أول صفحة أقدمها في مذكرة المشروع
    فقط لكي يعرف المستغربون من مشروعي سبب اختياري له

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى