الأحد ٢١ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤
بقلم مجد غسان حبيب

خيالُكَ

مجد غسان حبيب

طافَ خيالُكَ كعبةَ أفكاري
فسالتْ روحي على وجهي
وابلاً لا يروي فتنة العطش
ما لي أتبعثرُ كما وريقاتِ الخريفِ
تحتَ ظلالِ الشوق
وصدودكَ لعذابي يتعشَّق؟
يتشاجرُ العمرُ في سنيني
ويلتهمُ النسيان ما بحوزتي من جليد الانتظار
فإنْ همَّ بالتهامِ ذكراكَ يتسمّر على شرفة البوح بصمتِ خاسرٍ يدخّن آخر سيجارةِ خيباته
سلْ فحيحَ الأفاعي إن دروا بلوعتي
وكأنَّ السمَّ في أحشائهم أرطبُ وأشفق
سلْ صليلَ الحديدِ عن قلبكَ يسيلُ من لينهِ أمام شغافكَ خمرٌ لا يجيد إلا افتعال هدنة شائكة مع الصبر
تغوصُ أحزاني في أحشاء موجٍ
عاجزٍ أن يرَ عينيكَ تدمع
مُدَّ لي يداً هي أحلى أقداري
فيداكَ تُلملمُ أشتاتي وأجثو على قلبي ألتقطُ هوسي بك وأجمعها في باقة أزهارٍ يتسلل عبقها إلى أنفاسي فأحيا بها عمراً إضافياً بعد موتٍ طويل
يستحي الربيعُ أن يلجَ مواكبَ
عشقكَ فما إن ينتشرُ عبقَكَ حتى أتنفسُ عافيتي
ولوطأةِ قدميكَ في كلِّ خطوةٍ
أجراسُ أملٍ تخيطُ اللحظات الممزقة
فلولاكَ ما دلفتُ جنانَ الفرحِ يوماً
ولا كانت السعادةُ مذهباً يُتّبع
لأجلك أشنقُ صمتي
وأسترقُ مدادي من الغسقِ
لأكتبَ قوافٍ تستبيحُ قداسةَ عينيكَ
وأعوذ بالحروف من بلاغة صمتكَ المأسور خلف قضبان خسائر العمر
أيُلامُ الدهرُ عندما لا يثورُ
من تورّدِ الشوقِ على خديك كالأفقِ؟
أم تُلامُ الشمسُ لخوفها
من تناثرِ الذهبِ على جبينك كاللهب؟
مَنْ قالَ أنَّ للحنينِ موطنٌ
إلاّ ثنايا ضلوعك مَنْ قالَ؟
لولا بريقُ العشقِ على رمشيك
غدا الحبّ في الدنيا سرابا وواحات بلا نخل ولا ماء ولغاضَ من البحرِ ماؤه
وأمسى موجهِ معبأً في عنق زجاجة
لولا انتعاش الزمنِ من أنفاسكِ
لما أنجبتْ السواقي صدراً يتسعُ لشظايا الأشواق
أنا على دينِ حبكِ خاشعٌ تقيٌّ متعبّدٌ
حتى يزهرَ عرينكِ نمورا وأشبالا

مجد غسان حبيب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى