الأحد ١٥ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم ماهين شيخاني

خبر مثير...لاجتماع الحمير..؟

اجتمع حمير البلدة بعد يوم شاق من العمل والعتالة سرا في وادٍ هو بقايا لنهر كان يمر من أطراف المدينة، فتحوا محاضرهم وجداول أعمالهم لهذا الاجتماع، وبعد دقيقة صمت على روح أحد رفاقهم، ألقى رفيق المغدور نهقة حزينة، تهدلت شفته وتهدج صوته، ثم تدفق ينبوعا من الدموع وهو يذكر خصال رفيقهم وكيف بذاك الذي يسمى نفسه ببني آدم دهسه بلا شفقة ولا رحمة من دون أن يجهد نفسه قليلا على دعسة الكابح كي لا ينزع عجلات السيارة،وقال:،

تصورا يا جماعة،عجلات السيارة أغلى من أرواحنا، ونحن الذين نخدمهم ليلاً نهاراً.

- تمتم احدهم، نهارا وعرفنا ولكن ليلهم كمان..؟

لكزه الذي بجنبه وقال: عيب يا حمار، اسكت ؟-

وصل الصوت للمتحدث فقال: نعم، نعم..هناك من بيننا يشكو ذلك، وهنا بين أيدينا تقارير موثقة، تثبت عن ظلمنا وانتهاك حقوقنا واغتصاب البعض منا وقطع أذيال البعض سنرفعها عما قريب لجمعية الرفق بالحيوان.

.تمام، كملت - قالها آخر -

انتبه إليه المسئول الكبير وحكيمهم، وبنهقة واحدة منه أرعب الجميع ماذا تقصد، أجبني ؟.
- أيها الكبير، أقصد إذا كنا نحن الحمير لا نخلص من شرهم، فكيف لرئيسة جمعية الرفق بالحيوان، بريجيت باردوا الممثلة الشقراء، الحلوة.

هذا ليس من شأنك..! شأنها هي، ما علينا إلا أن نرفع هذه الشكوى ضدهم لهذه الجمعية وليعلم جميع الجمعيات الإنسانية والرفق بالحيوان وحتى البيئية بالآمر، ثم استدار للجهة الثانية وقال: هل من مشكلة ما، تعانون منها أو غابت عن أذهانكم أيها الرفاق ؟

انتصب أذني أحدهم – دلالة على أن لديه موضوع أو مشكلة ما –

تفضل..يا رفيق، هات ما لديك ؟-

- يا كبيرنا نحن في خطر، ستنقرض سلالاتنا عن بكرة أبائنا،هناك جزارون يشتروننا ببخس الأسعار، يذبحوننا ويقدموننا وجبات لهؤلاء البشر..

.تمتم أحدهم ثانية: قلنا خلصنا من البلغار جاؤوا بنا للجزار...؟ -

أيها المجلس الموقر،هدؤوا من روعكم، نعم، أشعر بهول وحجم المعاناة وما ألم بنا من قتل و هتك، لكن وصلني قبل أن أحضر إلى هنا وعبر وسائلي الخاصة. نعم يا أخوتي ناضلنا وكافحنا وتحملنا الأذية لكن أعدكم،لا خوف بعد اليوم ولا ذبح منذ اللحظة، وفي السياسة يا أخوتي ليس هناك أصدقاء دائمون ولا أعداء دائمون، إنما مصالح مشتركة ومصلحتهم تقتضي التقرب منا ألآن وإرضاءنا. سنشكل في هذه الجلسة لجاناً، لنكون على أهبة الاستعداد لتمثيلنا على الطاولة المستديرة،

قال أحدهم: ياكبيرنا هم يبخسون حقوق بعضهم البعض، فكيف لا يبخسون حقوقنا، هم يرددون دائماً مقولة على أنفسهم بأن بنو آدم طماعون، جشعون.

هز الكبير رأسه وقال: نعم، صحيح، ولكن كل المؤشرات والدلائل تشير أن رياح التغيير تتوجه صوبنا،الوضع سيختلف عما قريب، سيتغير أمور عدة وعن الخبر المفرح بشأننا يا رفاقي، سيرتفع سعرنا قريبا وسترجع أيامنا السابقة من دلال وعز، علف شهي، شعير و رز؟. أيام قليلة وستفتح ورش للبرادع والسروج عوضا عن محلات الفروج.

كان بين الحضور، جحش يمثل جيل الشباب قال -

- أيها الحكيم، هذا الخبر يثلج الصدور ويسيل اللعاب،نتمنى أن لا يكون هذا الخبر فقط من باب رفع معنوياتنا وتذليل مخاوفنا ؟. هل فعلاً سترجع أيامنا، كما كانت..؟

يا صغيري،أنت تمثل هيئة الجحوش، ومازلت صغيراً على فهم وأدراك هذه الأمور، أصغ ألي جيداً: ستكونون بعافية وخير، أنتم يا معشر الجحوش لا خوف على مستقبلكم، مستقبلكم ناصع. أنتم العون والسند لنا نحن العجز، أؤكد لكم، المستقبل لنا، ستنشط سوقنا، يرتفع سعرنا، لأن الظروف مؤاتيه لعودة مكانتنا واعتبارنا، الآلات الصناعية تعمل على الطاقة والطاقة هي البترول والبترول ارتفع سعره أو لنقل سيأتي يوم وتجف الآبار النفطية ولم يعد بإمكان البشر شراءه، ستتوقف السيارات والآلات الزراعية وتصطف في طوابير أمام المحطات ولم يعد في الساحة سوانا وبعض البغال من أحفادنا.

انتهت


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى