الثلاثاء ١٠ نيسان (أبريل) ٢٠١٨
بقلم فاتن رمضان

 جدي

ذات مساء كان الجدُ يجلسُ فى صحنِ الدارِكان...

ذات مساء

كان الجدُ يجلسُ فى صحنِ الدارِ

كان

يداعبُ أوراقاً زرقاءً

بلونِ البحرِ

كنتُ أراقبُ جدى

أدرسُ تلميحاتَ الوجه

كان الجدُ طويلاً

لون الوجه

بلونِ القمحِ

كان لجدىِ

حفرُ وأخاديد بوجهه

أُوشكُ لو أدخلتُ يدى ما خرجت منها

لكنى

كنتُ أحبه

دوماً أدخل رأسي

بين ذراعيه

وبجيبهِ أخرجُ بالسكر

أول أحضان

كانت للجدِ

وآخر أحضانِ

كانت للجدِ

وكى لا أكذبُ

كانت لى أيضا أحضان لعروسِ عندى شقراء الشعرِ

أما الجدة

فكانت تجلسُ بالمطبخِ

تصنع حلوىَ

ما زال الطعم يصاحبنى حتى الآن

كان الجدُ يدللني أكثر

أما الجدة

فقد كانت تحكي لى قبل النوم قصة ديك مع حبةِ قمح

شغلتنى القصة أعواماً

حتى رحل الجدُ ومعه الجدة

لكن

حلاوة طعم الحلوىِ

مازال يصاحبني حتى الآن

أحيانا

أجلسُ بالليلِ

وأهاتف جدي

جدي :

يا عشقي الكامن فى الأعماقِ

مازلتُ بقلبي تلك الصغرى

ذات الشعر البني

وعيون الليلِ

ما زالت

أوراقك عندي

أداعبها من حين للآخر

جدي

أشتاق لأن أدفن رأسي بين ذراعيك وأبكي

أحتاج لأن أكسر طعم المر بحلقي

أحتاج لحبات السكر ياجدي

ذات مساء كان الجدُ يجلسُ فى صحنِ الدارِكان...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى