الأربعاء ٢٢ آذار (مارس) ٢٠١٧
بقلم مكرم رشيد الطالباني

ثورة الغلاف!!!

قال: عجبتُ من هؤلاء الذين لا شغل ولا عمل لهم سوى الإطلالة على الفيس بوك ونشر الصور والكلمات وكل ما يعملونه يومياً حتى وصل الأمر بهم إلى تصوير موائد الأكل والذهاب إلى الخلاء!! فكيف يعيش هؤلاء وكيف ينامون وكيف يتناولون وجباتهم اليومية وأين يمضون وهل يقرأون ويكتبون ويتذاكرون ويتواصلون مع أفراد عائلاتهم ويسافرون ويتمتعون بأوقاتهم للقيام بجولات ونزهات إلى المناطق السياحية، أم إنهم اصبحوا عبيداً لهذه الأجهزة الإلكترونية لا يفارقونها ليلاً ولا نهاراً، حتى أثناء أكلهم ونومهم؟؟؟

قلت: إنه عصر التكنلوجيا والقرية الكونية، حيت لا وجود في هذه القرية للنوم والراحة، بل التواصل ومن ثم التواصل، فإن لم تكن متواصلاً معهم فيفوتك من الأمور اليومية الشيء الكثير.

قال: فليفت مني الكثير، إلا الصحة والراحة، ألا يشعر هؤلاء بأن صحتهم أولى بالراحة والإستجمام وليس الإدمان على الفيس بوك والنشر وإستعراض عضلاتهم بنشر الصور وما يخطر ببالهم؟
قلت: ألا تعلم إن هذه ثورة تكنلوجية، وإن هذه الثورة هي القراءة بعينها، وإنها هي النشر بعينه، ألم تسمع بأن هذه الثورة سيقضي على صناعة الكتاب والنشر الورقي من صحافة ومجلات وكتب ودواوين شعرية وإلغاء الرقابة على الفكر، إنها ثورة حقيقية ستكتسح معها الكثير من المفاهيم وتؤدي إلى تغيير الكثير من العادات والتقاليد، حيث سوف نجد أنفسنا ونحن في بيوتنا ونحن نؤدي أعمالنا ووظائفنا المناطة بنا في دوائرنا دون أن نغادر منازلنا ونخلق الإزدحام بسياراتنا في شوارعنا المكتظة أصلاً بسيول من السيارات التي لا حصر لها ولا أول ولا آخر.

قال: إنني أكاد أجن، ولن يثنيني كلامك هذا على معاداة هذه الظاهرة وإنتقادها، فكيف بنا أن نتقدم ونرتقي إلى ما وصلت إليه الأمم الأخرى وحالنا هذا يوضح بأننا أصبحنا مدمنين على الفيس بوك، الذي يعني (غلاف الكتاب) أي عنوان الكتاب دون الولوج في محتواه، فكيف ننمي معلوماتنا ونحن نتطلع لغلاف الكتاب دون أن نعرف ما يحتويه من مضامين؟

قلت: هذه وجهة نظر قابلة للمناقشة والدراسة.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى