الجمعة ٢٣ شباط (فبراير) ٢٠٠٧
بقلم
تهمة العاشق
عاشقٌ يسأل الناسَ من شوقه للديار البعيدة- كيف حال البلاد؟إنها تلبس الآنَ ثوبَ الحدادمنذ أَن أُودعَ الحبُّ سجنَ المكيده!
صادر الجندُ دفءَ الحليبِ الذي في صدور النساءصادروا دميةً من يد الطفلة الحلوة الراقدةصادروا نسمةَ في جبين المساءأغلقوا لهفةَ الشوق للشمس في ليلة باردةحاصرَ الصمتُ كلَّ الكلام الذي لم يَقْلْه الشقاءوالوجوه الكئيبة في كهفِ اسيادِهَا تستبيحُ دمَ الأبرياءوالذي يعشقُ النورَ تطحنه الظلمةُ الحاقدةكلُّ ما قد بنيناه ينهارُ في لحظةٍ واحدة!- كيف حالُ القمر؟لم يعدْ أحدٌ يشتهيه.. فخابتْ رؤاه.. وغاب- كيف حالُ الشجر؟بعثر الجندُ أغصانَه ثم عادوا ليلقوا على الأرضِ ظلَّ الخراب- كيف حالُ المطر؟إنه مقبلٌ.. نحن نرقبه.. إنما في ارتياب- كيف حالُ الزمن؟إنه الآن مستنقعٌ خاشعٌ لجلالِ الوثن!- كيف لم ينتبه أحدٌ.. وارتضى الكلُّ هذا السواد؟ابتعدْ أيها العاشقُ الآن من قبل أن يُقبلَ العسكرُ الهائجونابتعدْ.. قبل أن تحتويك السجونمستباحاً.. ومتهماً بالفساد!