الجمعة ٢٣ شباط (فبراير) ٢٠٠٧
بقلم حسن توفيق

تهمة العاشق

عاشقٌ يسأل الناسَ من شوقه للديار البعيدة
- كيف حال البلاد؟
إنها تلبس الآنَ ثوبَ الحداد
منذ أَن أُودعَ الحبُّ سجنَ المكيده!
صادر الجندُ دفءَ الحليبِ الذي في صدور النساء
صادروا دميةً من يد الطفلة الحلوة الراقدة
صادروا نسمةَ في جبين المساء
أغلقوا لهفةَ الشوق للشمس في ليلة باردة
حاصرَ الصمتُ كلَّ الكلام الذي لم يَقْلْه الشقاء
والوجوه الكئيبة في كهفِ اسيادِهَا تستبيحُ دمَ الأبرياء
والذي يعشقُ النورَ تطحنه الظلمةُ الحاقدة
كلُّ ما قد بنيناه ينهارُ في لحظةٍ واحدة!
- كيف حالُ القمر؟
لم يعدْ أحدٌ يشتهيه.. فخابتْ رؤاه.. وغاب
- كيف حالُ الشجر؟
بعثر الجندُ أغصانَه ثم عادوا ليلقوا على الأرضِ ظلَّ الخراب
- كيف حالُ المطر؟
إنه مقبلٌ.. نحن نرقبه.. إنما في ارتياب
- كيف حالُ الزمن؟
إنه الآن مستنقعٌ خاشعٌ لجلالِ الوثن!
- كيف لم ينتبه أحدٌ.. وارتضى الكلُّ هذا السواد؟
ابتعدْ أيها العاشقُ الآن من قبل أن يُقبلَ العسكرُ الهائجون
ابتعدْ.. قبل أن تحتويك السجون
مستباحاً.. ومتهماً بالفساد!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى