الأربعاء ١٩ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
بقلم مارسيل خيو

بقايا دخان

كان جالساً أمامي....

هو... بكل عظمته....بكل سحره

كان جالساً يدخن سجائره

ويتحول الدخان إلى دوائر أمام عيني ثم يذوب في الهواء

كان ذاهلاً عني ..

في الوقت الذي كانت كل ذرة في جسمي تشعر به..

في الوقت الذي كانت عيني تحاول أن تخزن صورته في ذاكرتها ..

كان يتحدث في أمور كثيرة... لم أكن أنا واحدة منها

وكان يذكر أسماء نساء مررن في قلبه مرور الكرام

وكانت قائمة الأسماء كبيرة...ونساؤه كثيرة...كثيرة

واسمي المسكين ...لم يلق له مكان في وسط هذا الزحام

كانت عينيه تلقى بنظراتها المقدسة على كل شئ حولنا...

على الستائر..على الصور المعلقة على الجدران..على فناجين القهوة...

كأنه الله يوزع نعمه على كل الموجودات...!!!

وكانت عيناي...

آه.. كانت عيناي تمارسان طقوس التعبد له

ترتحلان من يديه...إلى شفتيه....

وتركعان في نهاية رحلة الحج أمام عينيه...!!!

وفجأة ....قام ليرحل....

هكذا....وبكل بساطة...قرر أن يرحل...

جن جنون قلبي ...

وحاولت شفتاي أن تصرخ احتجاج على رحيله

ولكن الكلمات ماتت قبل أن ترى النور... ودفنت في مقبرة الشفتين...

رحل...

ولم ينظر إلى الوراء ....

ولعله لو فعل لعرف أنه أغتال برحيله فرحتي.

رحل ...

تاركاً وراءه سيجارة تحترق ...تحترق مثل قلبي.

رحل...

مخلفاً وراءه بقايا دخان ....وبقايا من روحي المحطمة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى