بَرَدى نهر القوافي والجهادِ
ما لأقصانا بلا جدوى ينادي
بردى هل من سلاحٍ أو حياةٍ
لجيوشٍ من رعاعٍ في نوادي
غزة الاسلام يا نبع المعالي
غزة الاقدام في سوح الجهادِ
ظامئٌ سيفي بلا دمّ الأعادي
وكياني خاسرٌ خير العتادِ
يا جميلَ الجرْسِ يقفوني رَوَيّي
والهوى يوم الوغى للبعضِ حادي
بيتُ شعر منكَ أمسى حِكَماَ
للنجوم الغُرِّ في أرض السوادِ
وإذا اخطاتُ عذري أنّ حبّي
لرموزِ الشعرِ صعْبٌ في انقيادِ
بَرَدى الأحرار شِعْري وَجَعي
غزة الاسلام في أسْرِ الأعادي
وكساني قرْبُ اعدائيَ ما
بعْدُ أحبابي كَساني منْ حِدادِ
والخطى تمشي على غيرِ هُدىً
أنا في وادٍ وأحلامي بِوادي
والأماني هيَ دوماً في انتقاصٍ
وجراحي كالأعادي في ازديادِ
وبدربِ التيهِ ولّى نَفَرٌ
يلمسونَ النبض في قلبِ الجمادِ
أأروم النصر يا...منْ زمنٍ
هوَ مهزومٌ أمامي في الطّرادِ
آهِ ياوصْلُ فإنْ تغمدْ فلنْ
تُغمدنََّ الدهر أسيافُ وِدادي
وبذا الجسمِ جروح كُثُرٌ
أنت قد كنتَ لها خير ضمادِ
أيّها السَبّاقُ حتى بالردى
قد تقدّمتَ خطانا في الطّرادِ
دِيَمُ الشعرِ بقلبي أمحلت
وشحيحٌ ماؤها كلّ البوادي
هل يعزّ العلم إلاّ عندما
تبصرُ الشعر عزيزاً في البلادِ
وجموع الشر تعدو خَبَباً
تحت أكياسِ العطايا كالجِيادِ
ما حسبتُ الخطب أنْ يهزمني
أبداً والمجد صعبٌ في انقيادِ
كيف يخشى منْ مَلَتْ قبضتهُ
جَمَراتُ الدهر من لمْس الرمادِ
ما مدحتُ اليومَ إلاّ غزّةً
وقبولُ الحقِّ لطمٌ لِلحيادِ
وأرادوا الغدر لمّا وجدوا
خطرا يمضي إليهم باطّرادِ
هلْ لنا عن عزةٍ منْ حِولٍ
إنْ بدونا قربها أو في ابتعادِ
فمتى تصحو متى بعض العبادِ
ومتى ترنو إلى ارض السوادِ
نهجهم في الظلم تيهٌ...رجْعةٌ
لسبيل الحقّ خيرٌ من تمادي
خضتَها مجتهداً يا بردى
وهوى الأمجادِ حالات اجتهادِ
يتفادانا الردى لوْ أنّهُ
كان يجدي في الرّدى أيُّ تفادي
ويقال الدهر قد ينصفُ منْ
راحَ يسعى فيه منْ غيرِ رشادِ
لا ولا تُحترمُ الحكمةُ ما
سلعةً كانتْ بأكياس المزادِ