

بابُ الخُروج.....
إلىمقهى المَحَطة، بالرشيديةزمنٌ ينْسكبُ، من شاشة هذا اليومِبيْن صُعود الخُطىونَحيبِ العَجلات ِتَلحسُ جلدَ الطريقْ.زمنٌ أحْدبٌوخُطىً أعْرفهـــامِن رنينِ زجاجات ٍ، تدحْرجتْ، في هَلع ِ الصَّباحْهكذا تشرقُ العَوراتُ:شمسٌ مفقوءة العين ِترشُّ عَماها الأصفرْأحْذيةُ تعرجُ فوق تضاريس الغيابْخُطى تآكلتْ من ألفِ عامْفي فَـلكِ الزِّحامْرجالٌ فارغينَ، مثل سحابة الجنوبْأطلَقَت ِ الأسرَّة ُ البيضاءُ سَراحهمفَهُمْ ينحدرونَ عبرَ مساربَ تفضي إلى الوظيفة ْوللأنين ِ حَفيفَـــهْتتقاطعُ الأشكالُ، والأحجامُصناديقَ زجاجات ٍ فارغةْوأكوامَ رجال ٍ هابطينَفي السَّلالم ِوالمَكانـة ِوالحَنيـنْ.ثم لا يبقى ، بعْد حِين ٍمن عُبور ثخين ٍغير َمقهى، عِند ظهيرة غمٍّيلفظُ ساكنيه ِ...انْسربوابَعد احْتراق التَّبغ ِواللَّغْوِ المُعتَّق ِفي سُويْداء قلبٍ حَزينْ .مقهى يرحلُ بي، في وجَع الإنْصات ِصوْبَ جِهاتي السُّفلىمُتعثراً بأقـفية الكَـراسيفقدتْ كلَّ الرؤوس ِبعْد طول الجُلوس ِفي شَلَلِ الأيَّامْ.لا أحدٌ يرسُم عنوانَ متاهته ِبَعْثَروا مَلامِحهمْ فوْق مَنافِضِ الرَّماد ِوانتشروا، ذراتٍ، في عرض البلادْ.لا أحدٌ يذيبُ جليدَ تفاهته ِساعةَ يخْتنقُ المكان ْأدْخنةأبْخرةومُواءْ....الذينَ يخرجون من عَتماتِ البُيوتْمذبذبين ، في الخطىكما ترجفُ الخيوطْتحْت أرْجل العنكبوتْوالذين انْتشروا عَبْر الخُطوطْيرْتقونَ بَرْدَ المَسافاتْبضَوء ِ عين ٍ تخونْوخيطِ قلب ٍ نسجتْهُ الظنونْوالذينَ تبلَّلوا بالسُّكوتْفي مطر ِ الكلامْوالذينَ، بين مواخير الليلِ، والأعقابِ، ينكسرونْشظايا زجاج ٍكسرَ الهويةَ ، والأنينْوالذينَ تقاعدوا في الإجازة ، والعملْشهودَ أطْراف ٍمُتَرجِّلة ْعلى عتبات ِ نهارغير مُرتَّب ٍ، كما في ذاكرة الموْتىدلَّني َمقهى ، يدورُ عليهمْفي سَفرِ الحافِلات ِولا يلدُ الرحيلْلهمُ المقاعدُ أحصنةوالبارودةُ...دخانُ رخيصْكلما سحبتُ الحلبةِْمن تحْت أوهام ٍ راكضِةْتوزَّعني صَهيلْسَمعتُ للخيل ِ عويلْبرغوتِها جاشتِ الأرقامُوالطاولاتُ انزوتْتنزُّ ما تبقى من همٍّ يسيلْهؤلاءمُشتبكينَ بي، عندَ بابِ الخروجْمثل أغصانِ سرْوٍ عتيقْلفَّهُ صمتُ ماءْنتحادثُ في تقاطُع الرَّغباتنَبذرُ في يباب ِ اللحظاتْحَبَّاتِ الكلام ِ المُرِّنُزيحُ سَحابَ اغترابْلعلَّ الماءَ، يُرجعُ سيرتهُ الأولىلعلَّ َورْدَ الحُبِّيَعلو على أدْخِنة المَقهىيُطاول الزَّمن الأحْدبْلعلَّ بابَ الخروجيكونَ إلى زمنٍ أرحبْ .
من نصوص نِهاية السَّبعيناتْ