الرهان الخاسر
أخشى. أخشى الصدام معك، ومواجهتك، فلا تدفعينى أن أقف خصما أمامك. ولا تفتعلى معى المشاجرات، وكونى عاقلة متزنة، تستطيع أن تقيم الأمور بشكل متحضر، لا أن تولول وترفع صوتها بهذا الشكل، فأنت فى النهاية أنثى محسوب عليها تصرفاتها وأفعالها، ولست عاجزا عن تقريعك إذا تطلب الأمر.
لدى قدر ضئيل جدا من الجلد والتحمل، ولا أعرف عواقب ما ينتج عن شحاحة صبرى. مجاراتك فى هذا الجدل والحوار محاولة يائسة لرهان خاسر لا فائز فيه. مازال الوقت براحا، فلا تجتازى الخطوط الممنوعة. فأنت لم ترى بركان غضبى بعد. وأرجو ألا تريه أبدا. لأنك سوف تندمين أشد الندم على ذلك.
لماذا تتعمدين اختلاق المشاكل؟ ثم تكتفين بعد ذلك بالبكاء والنواح. ومن أين تأتين بهذه القدرة الخارقة على البكاء، فأنت تستدعين الدموع كغمضة جفن.
لم أجد تفسيرا لهذا الهجوم الشرس الذى تمارسينه على. وتلك الطلقات التى أسميتيها مناقشة، إضافة لنظراتك الحادة التى تخترق أنوثتك قبل أن تسئ لرجولتى. اعلمى أن كبرياءنا شئ واحد، لا يقبل القسمة على اثنين. فلا تفرضى وصايتك المنقوصة على، أو تتوهمى أنك وقعت عقدا باحتكارى. وأحذرى أن تغزلى بطولات وهمية على نول خجلى، فلا تنتشى بانتصارات مزيفة، منحتك إياها حرصا عليك. أشد ما أحزننى أنك لم تفهمى لحظات صمتى التى كنت آمل فيها أن تراجعى نفسك. وتخففى من حدة كلماتك. لكنك للأسف سولت لك نفسك أن هذا انتصار مبكر لمعركة وهمية، لم يكن صمتى خضوعا وانكسارا، بل ترفعا عن النزول فى عراك لا منافس فيه.