السبت ١٢ آذار (مارس) ٢٠٢٢
بقلم عبد الباسط محمد خلف

"الإعلام" و"كنعانيات" و" الجمعية التراثية" و"البلدية" يكرّمون 11 مُلهمة

جنين: كرّمت وزارة الإعلام وجمعية كنعانيات للتنمية والدراسات، والجمعية النسائية الثقافية للتراث الشعبي، وبلدية جنين 11 ملهمة لمناسبة يوم المرأة العالمي.

وأكدت رئيسة الاتحاد العام للمرأة في جنين، وفاء عفيف زكارنة أن المكرمات تركن بصمة في مدينتهن، وشاركن في النضال بجوار الرجال، وشكلن حالة استثنائية تُعمم ويُشاد بها.

وقالت رئيسة الجمعية النسائية الثقافية للتراث الشعبي، هيام عبد العفو أبو زهرة، إن التكريم اعتراف بفضل نساء جنين في مجالات عدة، والتذكير بإبداعاتهن.

وأشارت مديرة مركز الطفل الثقافي ميسون داوود، أن رعاية البلدية ورئيسها صلاح السعدي للتكريم يعتبر دعمًا للحركة النسوية.

وسرد مدير مكتب وزارة الإعلام، عبد الباسط خلف سير 11 سيدة في مجالات إنسانية ووطنية ونضالية، وسط حضور نسوي ولممثلي مؤسسات المدينة وفعالياتها، بمركز الطفل الثقافي.

منتهى: أول الياسمين

كانت منتهى حوراني تحلم بدراسة الصيدلة التي شغفت بها منذ الصغر. خرج والدها إلى العمل في منجرته، وذهبت هي إلى المدرسة، ولم يمض غير وقت قصير، إلا وعاد والدها مسرعًا على غير العادة، وأخبر عائلتها باندلاع مظاهرة مع جنود الاحتلال وسط جنين، وقبل أن يكمل إقفال باب منزله، سمعت العائلة أصوات أعيرة نارية، فقال: "منتهى راحت".

استشهدت حوراني في المواجهات التي دارت صباح 11 تشرين الثاني 1974، على مقربة من دوار المدينة، بعد إصابة بالرأس، وكانت صاحبة الترتيب الخامس من عائلة البنات الثماني والأخوين، فيما كانت أمها تناديها "سدرة المنتهى"، ولم تنس ضحكتها، وقامتها، وشعرها الأسود الساحل، وابتسامتها التي لا تغادرها، وطيبة قلبها، وعيونها الواسعة البنية.

واللافت في حكاية منتهى، أن إحدى زميلات الشهيدة على مقاعد الدراسة، واسمها فاطمة العمار، انتقلت لتكون مديرة مدرسة تحمل اسمها، افتتحت قبل سنوات في جنين. فيما ينقل بعض أهالي المدينة أن حوراني ارتقت جراء تعرضها للدهس من دبابة إسرائيلية وسط المدينة، خلال قمع جيش الاحتلال لمظاهرة جماهيرية.

سانيا عبوشي: نجمة المدينة

ولدت سانيا عبوشي، عام 1915، وشاركت في تأسيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيين، تعلمت قليلا في جنين، ثم انتقلت إلى مدارس لبنان، أدارت مدرسة بنات جنين الثانويةـ وشاركت خلال النكبة في تحويل مدرستها إلى مستشفى ميداني لعلاج الجرحى من الفدائيين والثوار. وحازت مبادرتها على إعجاب الجيش العراقي المرابط في جنين، وتقدم لخطبتها الضابط ثابت بشناق، وبعد الزواج وانتهاء المعارك وعودة الجيش إلى بغداد انتقلت العبوشي إلى العاصمة العراقية وتولت إدارة إحدى مدارسها حتى التقاعد.

عدالت طوقان: أم جنين

أبصرت الحاجة عدالت مطيع الأسير طوقان، النور في حماه السورية سنة 1913، وتلقت تعليمها الأساسي فيها، ثم تنقلت بين السلط الأردنية وجنين، واستكملت دراستها بدار المعلمات بالقدس، وعملت معلمة في مدارس جنين، ثم في المدرسة العدوية بطولكرم، بعدها انتقلت إلى مدارس وكالة الغوث، واستقر بها الحال مديرة لمدرسة بنات جنين الإعدادية للوكالة، وبقيت على راس عملها حتى تقاعدت سنة 1974، وارتبطت بالقاضي نسيب طوقان، وكانت مبادرة لتأسيس جمعية جنين الخيرية سنة 1971، وبدأت بتقديم مساعدات الجامعيين الفقراء، وأنشأـت مدرسة الحنان للصم، ثم أضافت خدمة رياض الأطفال، وكانت إدارية ناجحة وعاملة مخلصة تتحلى بالصبر والمثابرة، ما أهلها لتكون رئيسة لجمعية جنين الخيرية منذ 1972 حتى وفاتها خريف 2000.

هيفاء كامل: بلسم المدينة

ولدت هيفاء كامل عام 1946، لأسرة متعاونة، وكانت الطفلة السابعة من بين أربعة أخوة وابنتين. كان لاهتمام والدها الدور الكبير في تكوين شخصيتها، وأثر عليها بيت أسرتها المحاط بالمودة والتعاون، ل>لك كانت دائما سباقة ومتقدمة في عملها متفانية. فيما تلقت تعليمها في مدرسة حيها، وكان للمعلمات أثر كبير في تشجيعها على المثابرة، أنهت دراستها في بنات جنين الثانوية، أكملت الطب بجامعة القاهرة عام 1965، وعادت إلى وطنها عام 1973، وافتتحت عيادة لتكون أول طبيبة في مدينتها.

أفرندات الصيفي: أول الدواء

ولدت أفرندات الصيفي صيدلانية جنين الأولى، في نابلس ١٩٤٣، وأتمت التعليم المدرسي في جبل النار، والتحقت بجامعة دمشق وتخرجت في الصيدلة عام ١٩٦٩، وعملت في صيدليتها الخاصة في جنين منذ عام ١٩٧١حيث تزوجت واستقرت في المدينة، فيما يشاركها المهنة زوجها وابنها.

د. سونيا النمر: القيد الأول

أبصرت د. سونيا النمر، النور عام 1955، وأنهت الثانوية في بنات جنين عام 1973 والتحقت بجامعة بيرزيت. واعتقلت عام 1975 وقضت ثلاث سنوات في سجون الاحتلال. وأعادت الالتحاق في جامعة بيرزيت لإكمال دراستها. انهت الدراسة الجامعية الأولى من جامعة بيرزيت عام 1980 ثم التحقت بالجامعة الامريكية في بيروت لدراسة الماجستير، وحصلت على الدكتوراة من جامعة اكستر في بريطانيا في 1992. بعدها عملت مديرة للمتاحف في وزارة السياحة والآثار، والتحقت بجامعة بيرزيت كأستاذة للفلسفة والدراسات الثقافية حتى الآن.

والنمر أكاديمية وكاتبة أدب أطفال لها العديد من الدراسات الأكاديمية المنشورة، و24 كتابا للأطفال ترجم عدد منها إلى الإنجليزية والاسبانية والبرتغالية والكتالونية والدنماركية والفارسية. وحصلت كتبها على عدة جوائز عربية وعالمية. وتنتمي د. سونيا إلى عائلة قدمت الكثير لجنين، فجدها الدكتور سعيد النمر كان من أوائل الأطباء في فلسطين وأول طبيب يفتح عيادة في جنين في عام 1918. والدها المهندس فتحي النمر والذي كان اول مهندس للكهرباء في بلدية جنين وأول من أنشأ شبكة الكهرباء في مدينة جنين. والذي بقي في عمله لأكثر من 45 عاما كمدير لدائرة الكهرباء في البلدية. اما عمها المهندس عصام النمر فكان من المختصين القلائل الذلين عملوا في وكالة (ناسا) على مشروع أبولو 11 الفضائي، الذي أوصل البشرية إلى القمر صيف 1969.

مها جرار: المديرة الاستهلال

وقدم التكرّيم مها جلال جرار المنحدرة من برقين، التي غادرها والدها أوائل القرن الماضي، وتزوج الأب قبل النكبة ونزح إلى لبنان ثم إلى سوريا التي بقي فيها مع عائلته حتى نهاية الخمسينيات وغادر إلى جنين. ودرست الابتدائية في طولكرم، ثم انتقلت بحكم وظيفة والدها في وزارة الزراعة لمدارس العيزرية وأبو ديس وعادت مرة أخرى إلى جنين وأنهت فيها الثانوية، وأكملت دراستها في الجامعة الأردنية بعلم الاجتماع والفلسفة، حتى التخرج عام 1972، بعد معاناة وضغط عائلي كبير على والدها، جراء اعتراضات على تعليم الفتيات الجامعي. وعملت في الشؤون الاجتماعية في جنين بعد التخرج، ثم عينت رسميًا عام 1974. كانت أول فتاة من جنين تعمل في مكتب حكومي، وكانت تتنقل في القرى والبلدات بعمل ميداني وشكلت علاقات وطيدة مع الأهالي وعرفت تركيبة البلدات وعائلاتها ومخاتيرها وتفاصيلها.

وتنقلت من مرشدة اجتماعية إلى مرشدة ومراقبة سلوك، ومرشدة قضايا خاصة للفتيات، فمرشدة تأهيل وإعاقة ومشاريع قروية ونواد، إلى مرشدة جمعيات خيرية، ومراقبة سلوك وأحداث لمحافظات الشمال، وكانت من مؤسسي جمعية أصدقاء المريض عام 1973.

دينا حمدان: بداية المعماريات

حصلت دينا نهاد على بكالوريوس هندسة العمارة من الجامعة الأردنية عام ١٩٨٦، وعينت في وزارة شؤون الأرض المحتلة في حكومة الأردن مهندسة في بلدية قباطيه، ثم اتجهت للعمل الخاص في مكتب استشاري بالناصره بالاضافة الى أعمال خاصة في جنين، وفازت بمسابقات تصميم، ثم عملت بالبلدية ٢٢ سنة استلمت خلالها مسؤولة قسم الدراسات والتخطيط ورئيسة قسم البناء والتنظيم، ومستشارة لرئيس البلدية، ووضعت ملامح دائرة الهندسة. وفي ٢٠١٧ تقدمت بطلب تقاعد مبكر من البلدية وتم قبوله وتقاعدت. بعد تقاعدها أسست مكتبًا هندسيًا خاصًا، واختيرت من بين ٦ معماريات على مستوى الوطن لتمثيل فلسطين في مشروع اقليمي كان مسؤولاً عنه المجلس الثقافي البريطاني، وشاركت في مؤتمرات هندسية داخل الوطن وخارجه.

سناء بدوي: أول إعلامية

نالت سناء بدوي بكالوريوس العلوم السياسية والصحافة واللغة الإنجليزية في جامعة النجاح، عملت صحافية ومديرة مؤسسة، وهي اليوم رئيسة وحدة العلاقات العامة والإعلام في محافظة جنين، وأول عضوة في بلدية جنين مع اثنتين من نساء المدينة. لها خبرة طويلة في العمل الإعلامي، ونشرت في العديد من الصحف والمجالات المحلية منذ 1985، وأسست وأدارت مركز آراء للدراسات 2005، وعضو هيئة إدارية وتأسيسية للعديد من المنظمات الأهلية النسوية منها والخيرية والثقافية في المحافظة والوطن منذ عام 1983. شاركت بفعالية في عشرات المؤتمرات في الوطن والخارج، ولها إصدارات تحت الطبع: مجموعة قصص، وقصائد (وطن الأحرار)، وقصص قصيرة (شواهد).

غادة شديد: سيدة القانون الأولى

تخرجت غادة شديد عابد في جامعة دمشق كلية الحقوق عام 1990 وحصلت على إجازة المزاولة النظامية والشرعية عام 1992 افتتحت مكتبًا خاصًا للمحاماة عام 1993، وتم استضافتها من لجنة المرأة للعمل الاجتماعي؛ لعقد لقاءات توعية حول حقوق المرأة في القوانين السارية في المحاكم الشرعية والنظامية. وساهمت في تأسيس مركز الإرشاد النسوي التابع للجنة المرأة للعمل الاجتماعي عام 1994. عينت منسقة لمركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي في شمال الضفة وفي عام 1997 عينت مُدعية عامة عسكرية، ثم عام 2000 انتقلت إلى محكمة الصلح، فمحكمة البداية، ومساعدة قانونية، بعدها مساعدة بدرجة مستشارة، فمسؤولة عن الاستئناف، وفي 2006 استقالت لتعود لمركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي جنين وطوباس، وعام 2015 أسست مع سيدات مدينتها جمعية كنعانيات للتنمية والدراسات، وأصبحت عضوة في بلدية جنين، وكانت مقررة للجنة القانونية، كما أصدرت عدة دراسات حول حقوق المرأة، وتعقد لقاءات توعية وورش تنويرية لطلبة الجامعات.

نهله العبوشي: قيود مُبكرة

ولدت نهلة عبوشي في ربيع ١٩٤٩، ودرست الأحياء في الجامعة الأردنية، تخرجت عام ١٩٧٣، وعملت في مدرسة مأدبا الأردنية، ثم في مدرسة الزهراء الثانوية لمدة عام. واعتقلت عام ١٩٧٥ لسنة وكانت من بين ثلاث فتيات تطالهن قيود المحتل، ثم انتقلت إلى عمان وتزوجت وغادرت إلى الكويت وعملت في التعليم 10 سنوات، قبل أن تغادرها إلى عمان بعد حرب الخليج.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى