من يحيا ليكون كـتـيـسْ
من أضحى في الأوهام دُوارْ
والعشب يباب وأُوارْ
هل يصبح مثلي لا يعرف وجهة يومه
لا يقبض معشار الوقت ولا خُمسه
لا يتلهى عن خبزه
لا يعرف قبلته إلا نحوبساط خمريٍّ مرّ
نحورؤوس تنبض بالإنتان
ينضج من وقع الصلوات الإعصارْ
وعروض تلعب في الساحاتِ..
وفي الأرواح وفي الأنفاق
أعمدة الزرقة تتهاوى
والشفق العلويُّ تجافى
والناس نيام وحطام
وهدوء الأنفاس قيام
يتصارع مع نفسهْ
قبل النوم يوقعْ
عند النوم يرضّعْ
بعد النوم يحاكي الأحزان يرجّعْ
ترك القبطان التجديف
نسي الخياط الترقيع
رأس يتنامى فيه هواء
وسواد القوم تنادى في الأرجاء
زحفت أكوام اللحم على الأعضاء
تمسح جوخاً
تأكل عظماً
تركل أنواء التاريخِ...
وتلعن كل زمان يأتي بالتاريخ القاسي
من يأتي في الظلمات يدوخ
من ينأى تحت العتمات يسيح على رابية التنور الأحمق
والناس نيام
ورؤوس التيار رخام وسخام
وربيع العمر يطارد أحلامه
لا يقوى
لا يقوى
وخريف العمر يغطي اللمة والمفرق
وعبير الأيام الحبلى بالتاريخ يعود دخاناً أخرق
أبخرة فيها النوم سعود
لحن مردود مفقود
لا أمل ولا أصداء
لا أطر ولا أنحاء
فقد التاريخ مكانه
والناس نيام
لا حي يُرزق مثل الناسِ...
ولا أشواق تحيا في الأعماق
الروح تعاني وتعاني
لا تقوى
لا تقوى
الرأس جنون ورياء
والركب توارى في الأحداق المنبوذة
يا بَشَرَ الأرض العربية
يا أهل النحاتين لتمثال الأمس أصيخوا السمع لومضةْ
أصوات الأيام صياح ونباح
ناموا ناموا !
لا فرق إذا ناموا
لا فرق إذا عاموا
في السوق يباع الوقر على أهبة موقفكم
يا عرب الأيام أمامي
أقطيع يزحف نحوروابي العشب النامي !
فيه الخدعة...
فيه الزيف الدامي
نامي يا روح ونامي
الدنيا فيها وسعٌ في العرصات وفي الأوقات
فيها الجنة تزخر بالأموات
فيها النار تعالج كل جروح القوم
النار سلام!
النارسلام!
يا عرب الناس على الأرض نيام
هذا الخدر الناعم لا يبقى
هذا الوكر الحانق فليبلى
هذا التنين الجائع فلينأى نحوالتاريخ
أيرجع !
هضبات الأيام لكم قدوة
فاصيخوا السمع للمعة
أصوات الأيام عواء
تلك هديتها، فلتأتي عنوة
هل يبقى فيكم وقت فيه الصحوة !
الأمل الباقي يترنح
والروح الخجلى تحتضر بمخدعها
هي نعسانة
هي كسلانة
للأمر السامي مطواعة
وجواز يمكر فيها
يمطر لوناً أصفرَ خداعا
يحملها فوق أثير الدنيا مدرارا
أيدرُّ كرامة !
أيعيد حصانة !
أيدور على أروقة التاريخ أمامه !
عودي.. يا نوبة عشق في أنّـة
عودي..
يا ثورة روح في الدنيا
يا صرخة أمل في جنّـة.
السبت ١٣ حزيران (يونيو) ٢٠٠٩
