
عرس وبارود

وصلت إلى بيت العريس بناء على دعوة منه وبسبب كثرة المدعوين فقد أقيمت وليمة الفرح داخل خيمة كبيرة تم نصبها بالشارع.. لم يتأخر الغداء كثيرا وكانت الوجبة عبارة عن كسكسي مع الخلطة ولحم ضان لم أشاهد في حياتي مثل حجمه وبعض (المصارين) المعدة (…)
وصلت إلى بيت العريس بناء على دعوة منه وبسبب كثرة المدعوين فقد أقيمت وليمة الفرح داخل خيمة كبيرة تم نصبها بالشارع.. لم يتأخر الغداء كثيرا وكانت الوجبة عبارة عن كسكسي مع الخلطة ولحم ضان لم أشاهد في حياتي مثل حجمه وبعض (المصارين) المعدة (…)
– (زيديني عشقا زيديني.. يا أحلى نوبات جنوني)
صوت "كاظم الساهر" ينعش أجواء الشقة.. "مايا" تدندن نشوى قبالة المرآة، يداها تتحركان بأناقة تضع أخر اللمسات الفاتنة على وجهها الطفولي..
– (زيديني عشقا زيديني .. يا أحلى نوبات..)
تمسك بولدها والدموع تنهمر من عينيها ، حاول زوجها أن يهدئ من روعها. لقد بدا على ابننا نبوغ باهر وأتم حفظ القرآن الكريم ولابد أن ينهل من علوم ومعارف أخرى بجامعة القرويين إنه كفيف لا يقوى على التحمل.. بعد عناء توقفت عن البكاء الشديد (…)
"الخامسة و النصف" ! ترتفع صوته مخاطبا زوجته في ذلك الصباح الباكر ثم أضاف: "سهرت طوال الليل أتابع أخبار الحرب، الدمار و القتل و التهجير مخيف للغاية... و آيات الصمود فوق العادة ... مخيم عين الحلوة للاجئين يعج بالنازحين ... الله يساعد (…)
سعيد أبو النحس المتشائل
تعرفت عليه فوق إحدى مسارح سدني قلت فيما نحن خارجين من المسرح: حرام سعيد صاح بي صيحة لفتت سمع جموع الخارجين من المسرحية سكر بوزك العميل ما بيقولوا عنو حرام سكرت بوزي. لا احتراماً ولا اقتناعاً، بل تفادياً لغضبة (…)
وضعت أحمالها وحطت رحالها منهكة بعد عمل يوم طويل شاق ، كادت تختنق من رائحة العرق النتنة التي تحاصرها أينما ذهبت ، نظرت إلي الساعة المصلوبة على الحائط ،تلك الساعة المارقة التي تسرق منها عمرها أمام أعينها ولا تستطيع ردها ،الموعد قد اقترب (…)
تمزقت من الألم... بكت بأعلى صوتها... شكت و توسلت... لكنها لم تبح بالسر، عاهدت نفسها حتى إن قتلت، حتى لو قطعوها إربا، حتى لو انتزعوا عينيها، فلن تبوح، لن تجر غيرها من رفاق الدرب إلى نفس المصير، لن تسوقهم إلى هذه الزنزانة البغيضة، التهبت (…)