الخميس ٤ تموز (يوليو) ٢٠١٣
بقلم
يوميات مدينة «4»
أغبرتِ السماءُ هذا اليومَ دفئاًوهواءاً ساخناً مثلَ رياح البيدِعند حافةِ المدينةِ الغارقةِ الوجوهِفي الطوفانِكيفَ نمسحُ الغبارَ عن عيوننا؟في المكتبةِ،في معرض اللوحاتِ،البولنديُّ الفنانُ والمعلّمُ والتلميذَ ينحتانِ،منْ طينِ هذي الأرضِ سلحفاةً وبيضَها،صغيرُها يبتسمُ، الخطوطُ فوق الظهرِتقصرُ أنْ تبلغَ في النهايةِ الحدودَحيث النبعُ.*السرابُ في النهايةِ،والرملُ ظلٌّ تحت ظلّ البيضةِ،والوجهُ ظلالٌ في الظلالْ.أأنا أمشي ببطء،أقفُ اليومَ على الصورةِمنْ غير ظلالْ؟أنزعُ عنْ عينيْ غشاءًمن سنين القحطِفوق المسرحِ الجوّالِ،والجمهورُ منْ قمةِ رأس القصةِحتى أخمصِ النهايةِ المحبوكةِ الفصولْ.في الشارع الواصلِ بين سريريَ المهتزّوالمكتبةِ العامرةِ الهازّةِ للرأسسُلَحْفاةٌ منَ النومِ بظلٍّ زاحفٍنحوَ شروقِ النفَسِ الأخير.أُشغِلُ كرسيّاً... وهزاتٌ ...وأقدامي جذورٌ طالها الإسفلتُ،فاشتدّ سعاليمنْ هواءِ الغابةِ العمياءِعند الخطّ في نهاية الرحلةِتلكَ الغائبهْ.أوصلَني الدربُ الى الحافّةِحيث العالمُ المرئيُّ منْ ثقبٍوفي العينينِ أضيقُمن نقاطِ أواخرِ الأسطرِفي خاتمةِ الفصولْ.* اشارة الى معرض لفنان بولندي وتلميذه، ولمنحوتات من الطين لسلحفاة وبيوضها في المكتبةِ.الصمتُ هنا عزفٌ منفردٌ .هل تنهي سيناريو الأوتار؟السيناريو بانورامالكواليس مناخ اللوحةِ.الأوتارُ تُغني:ارجعْ خلفكَ.قلِّبْ ما اسطعْتَ فصولَ الصيفِوحرارتَهُ.كانتْ تلكَ الشمسُمثلَ عمودِ المعبدِ راسخةًفي قلبِ الصورةِ.أرغبُ أنْ أنهي مراجعتي.فالعَودُ على البدءِ ثباتٌ.والمتحرِّكُأنْ تسمعَ موسيقى الصخبِ.الموسيقيُّ الصاخبُ مشروعُ الحزنِ.هل تبحثُ عنْ أوتارِ الليلِ ترافقهاحتى أرجوحةِ آخر هذا الصمتْ؟البنتُ التجلسُ قُدّاميتقرأ... تكتبُ... وتفكّرُ...البنتُ هناكَ تنامُ علىأوتارِ الصمتِ وتشتعلُ.فكّوا قيدَ الصوتِ الساكنِفي الأوتار.حرُّ الأيامِ الماضيةِ يمرُّعبرَ الأسطرِ وأصابعِـهِ.ثقبُ الأوزون يذيبُ الباقيمِـنْ توق الرغبةِلحرارة تلك الأيامْ.الأيامُ تداولُـنا.والدولة مركبُها صعبٌ.الشاربُ كأسَ نمير النبعِيترنّحُ منْ صخبِ السُكْرِللدولةِ أيامَ القيضْ.الفرحُ يودّعُ كأسَ الجالسِ.لم يرمِ شِباكَ الضحكِعلى الشفتينْ.جفّتْ عيناهُ من التحديقِ فينتظرُ...لحظةَ فرحٍ تسكبُ ظلَّ الفرحِ.يشربُ فنجانَ القهوةِ،يمتزجُ بدخانِ سجارتِهِ،يتأوّهُ مصبوبَ القلقِ.يقفُ ببابِ المندبِ.يندبُ صخبَ البحرِ.اليمنُ الكانَ سعيداًأمسى في غايةِ فقدانِ الوزنِ،يقفُ...يبكي حظّ الفرحِ العاثر.ليس الفرحُ الغافي مَيْتاً.لا تنعَ نضارةَ أيامِـهْ.ليس الفرحُ الغافي مَيْتاً.يتخفّى في وترِ الموسيقيِّ العارفِفنَّ الشدِّ والاسترخاءْ.يتزيّا كلماتِ العشاقْ،ورهافةَ شاعرنا الغافي.