وحشة
ماذا أقولُ وما سأبدي من تصاريفِ الجوى
هل يستمعْ دهري لآثامي الطريدةِ والكوابحُ أعطبتْ قمري
وأضرمتِ الظلامْ
ماذا أقولُ وكلُّ أشيائي يناقضها المسيرُ
فتقتفي سبلَ الهزيمةِ
تفرشُ الخيباتِ وجهَ ملاءةٍ وتنامُ ملءَ دموعِها
محكومةً أبدًا بقانونِ الحرامْ
أيّ الكلامِ يترجمُ الوجعَ الدفينَ بمهجتي
والقلبُ يلبسُ جُبّةَ الممنوعِ
والذكرى يئنُّ صهيلها
تستوطنُ الأضلاعَ تخترقُ الحشا حتى العِظامْ
بي وحشةٌ
لو قارعتْ أعتى المنايا لارتدتْ حُلَلَ الخنوعِ
تقهقرتْ سكراتها
وسطتْ تناهيدي تبعثرُ في النفوسِ مبيدةً رمقَ الأنامْ
مُذ قلتَ لا
سرقَ التخاذلُ رونقي وانثالَ ضيمُ الكونِ يستجدي اضطرامَ تجلّدي
ما العيشُ؟
إن خانَ المنالُ قضيّتي
أينَ الحياةُ؟
طقوسها أشلاءُ أمنيةٍ تَغمّدها المصيرُ بلعنةٍ
كم رُمتُها أملاً يشاطرني الهيامْ
كم ليلةٍ نادمتُ فيها عبرتي وكسا الخريفُ رُبى الهجوعِ
تصحّرت هِممُ التماسِ
تعطّلتْ شيمُ الرخاءِ ورحتُ أعرجُ دونَ أقدامي
لحتفٍ لا يحينُ أوانهُ
تبًّا لأهوائي العقيمةِ لم تكن أهلاً لعافيتي
فأهلاً بالحُطامْ
نَسجتْ يدُ الأقدارِ أعذارًا تُلعثِمُ لكنتي وتحزُّ نحرَ ظُلامتي
وأنا الذبيحةُ أنزفُ الدنيا على طَلَلِ الغرامْ