

وحدي مـع الليل
يا ليل مالك مسود ٌُُ كأيــامي | |
والفجر منك بعيد مثل أحلامي | |
أذلك اللون من حزن لمعرفتي | |
أم تخفى سخرية من طول أوهامي | |
قد عشت دهرا ولم أحفل بصحبتكم | |
مالى لزمتك لم أبدلك أرحامي | |
أصبحت و الليل كالقرنين يجمعنا | |
رأس الظلام و ما أدراك إظلامي | |
وحدى مع الليل أرضيه و يغضبنى | |
و شق صخرا بما تمليه أقلامى | |
وحدى مع الليل لا حبا و معرفة | |
لكنما استوحشت بالقهر أقدامى | |
فرد وحيد بلا شبه و لا وطن | |
أوحت إليه الليالى أمر إعدام | |
سلنى عن الليل قد تغنيك مسألتى | |
أوسله عنى وعن سرى وإعلامى | |
سلنى عن الليل لا تسأل سواى فتى | |
لا يعرف الماء إلا الشارد الظامى | |
سلنى عن الليل كم سرٍ وكم ألم | |
مما حواه فمنه بعض أسقامى | |
عندى السكون الذى يحويه آونة | |
و فيه منى سواد دون إعتامى | |
وفى معاشى سكون الموت يصحبنى | |
كأننى الميت لولا صوت آلامى | |
فإن حيـيـت فخلونى بمقبرة | |
للصمت أحسن من كرى و إقدامى | |
و إن أمت فادفنونى قرب مظلمة | |
فما حبيب سوى ليلى و إظلامى |