وجع الحواس
محاولا ثم محاولا لم يستطع تحديد روحي، فيها ندب وتنديد، فيها شجب وفيها اعتراض، وفيها تسوّل للحقيقة، أقفل الحديث بلا محاولة جديدة، قال: أنت كيف تعيش فحواسك لا تعمل! نهضت متثاقلا لا ألوي على شيء فأمره لا يهمني ورأيه لا يعيبني، ثم في الليل وحدي صرخت متوجعا: لا للاحتلال والغطرسة اللئيمة.
================================
فرجة
عينان شهلاوان لامعتان، دمعة واحدة، وهي تنظر إلي باحتباس، قالت باستفهام: أين كنت. رفعت رأسي معتدا به ونظرت نحوها قائلا: كنت أروّح عن نفسي من غبارك. كان رأسي عند نفسي مطأطئا خجلا. قالت: غباري هو غبارك لا يتركني أتنفس. لمحت في عينيها انفراجا من الانحباس.
==============================
صرخة توجس
ناداه الخوف المجهول، في ردهات عتمة ليل يكاد لا ينتهي، أجفان العينين تتحرك ببطء ، أخذ يصحو رويدا رويدا على أصوات النفائس والروائع وهي تختفي خلف انبلاج أنوار الصباح.. ترحل عنه مع إطلالة كل يوم وتعود مع حلول الظلام، لا يراها تحت جنح الليل العتيم، يفتح عينيه ويحملق، لا يراها ، لا يراها.
===========================
مدية صميمية
ولجت متوجسا من باب المطار أحمل مديتي في قلبي. كشفني جهاز الأشعة ولم يجدوا معي شيئا. أحالوني إلى المستشفى الخاص بالمطار للتصوير المقطعي، وجدوها واضحة تكبر وتصغر في القلب، حولوني إلى قسم الجراحة. هناك فتحوا القفص الصدري، ولجوا إلى قلبي، شقوا الشغاف، أزالوا الصمامات مؤقتا، دخلوا إلى البطين ثم الأذين، أخذوا ما أخذوا في الطريق، لا يهم، أقفلوا من جديد والخيبة تنهشهم وتتخطفهم، لم يجدوا شيئا، لم يعثروا على أي شيء .
مشاركة منتدى
21 كانون الأول (ديسمبر) 2004, 01:06
أعجني قلمك
لك التقدير
ميسون