

همهمات..
سمعَ عنها من أنفاسهم, تتنزلُ في همهمات, تتلوَّنُ رغبات و تتموجُ في مساحاتِ اللهفة, تتشكلُ في تعليقات..استوقفه وصفهم لعينيها , لإشارات الكرز, تفيضان به على زرقة, فتكبر معهما دوائر التوق في آهات..
قال لهم: كم نضجتْ عناوبن أنوثتها, و أنا بعيد على الشط الآخر..ثم أردفَ بشيء من الغرور: لن تصعب المهمة على أصابعي, كما لم تصعب على أمها في عهد السلالة..
قال صديقه المقرب" سعيد": هي لا تناسبك! بل ستمرغ سمعتكَ في الأرض..فابتعد عن هذه الساحرة, و اطلقْ مواعيدك لوردتكَ التي تحبك و تواصل في شؤون عبيرها..
أجابه: أريدها..أطردُ الغبارَ عن ماضيها, أعيدُ غرسها في تربة مناسبة, و أنا أحاولُ ملكاً لجوهرة في الخراب..
قال سعيد: إذن,إخلع ملابسك المرقطة ثم تقدم إلى الحريق!
ردَّ عليه: الحب أوله صقرٌ. و آخره هضبة للعشق, فكيف تفصل بين الهضاب في موعظة, تفرغ الإنتماء من محتواه..تقطع جذر الاصلاح؟
قالَ: كفى! لا أناقشك في الحب.. بل في الطريقة و الهدف؟
و انهمكَ يجمع لها باقات عذرية, و يكتب عن بساتين عينيها في مجلة الجدار..
تدنو.. و يبتعد.. تهمس , يتردد, تبوح, يتهارب, تكشف عن اللغة الأولى, يخفي لغته في رداء الحياء, و يتراجع عن دائرة الفوح و التفاح.
باغته هذا التحول في رغباته..باغتته كلماته..فعلامَ قالَ الذي قاله ثم وقعَ في الانكسار..
أخذتْ تتفادى اللقاء معه, تحت شجرة الخروب, و في شقوق الخفاء, تنتحلُ الأعذارَ وتتوارى في غلالات الغموض..
في مرة, كان في طريقه إلى مهمة..أبصرها تعانق شاباً, سيء الصيت, مشبوه العلاقات, استشاطَ في الأسى , وضعَ يده على مسدسه الصغير..ثم سحبها , بصقَ , ثم تابع الطريق.
كانت الوردة الأخرى في انتظاره و كان يعرف أنها له.