همسة للكادحين

دع عنك دين الحنبلية وانصت على مضض إليّهْ

ما عاد ينفعنا التأدُّب والفصول التربوية ْ

خير الحديث إذا أردت هو الحديث على السجية ْ

واترك مراعاة "الأصول" لأهلها أصل البلية

سُحقت عظامك، واللحوم على مآدبهم طرية

ويكاد يقتلك الطوى، وهمو حياتهم هنية

وظمئت والويسكي هناك كأنه في الكأس مية

سكروا صبوحا والغبوق وأنت تكدح للعشية

خيشاً لبست، فهل نظرت إلى الثياب المخملية

وسكنت كوخاً واستراحوا في القصور اليلدزية

***

عرق الجبين تصبه، والمال للفئة الغنية

ضحكوا عليك، على الدوام، فيا لخيبتك القوية

يتقربون إليك فيما مهدوا للصيد خية

يستكبرون فنحن في أنظارهم ناس "شوية"

وحذاؤك المثقوب أشرف من نفوسهم الدنية

رقصوا على كل الحبال بكل خاصرة ولية

شر البلية أن ترى الأوغاد من خير البرية

قالوا هو الحسد المقيت فلا تكن للنار شيَّه

إخس ٍ عليك إذا فعلت فإنها بئس الخطية

يا صاحبي يتبررون فلا تكن حسن الطوية

خدعوك بالدين الحنيف وبالاحاديث السنية

آمنت أنت، ودينهم دين الفروق العنصرية

فاستعبدوك وما فطنت إلى الاحابيل الذكية

دين الأواخر كالأوائل مغرق في المصلحية

هل غرَّك الشيخ المعمَّم، بالمتون الأزهرية

بالعدن والحور الحسان وبالوعود الأخروية

يدعوك للتقوى وخير منه فاجرة شقية

يا أيها المسحوق كدحاً جاء وقت الأريحية

فإلى متى يا ابن الاكارم تستكين إلى الروية

أدعس على رأس الذين تحكموا في الأغلبية

ما كنت للصوم الطويل وللمعاناة الزرية

ثار الحمار على الهوان وأنت لم تبرح مطية

يا آكل المرار إن الشهد للنفس الأبية

عجباً فقد وضح النهار وما فطنت إلى القضية

استشهد التاريخ فالتاريخ رب العبقرية

من ثار ضد الظلم ساد ولم يعد في التابعية