الأحد ٢٤ شباط (فبراير) ٢٠١٣
بقلم ميمي قدري

ناهد السيد في حوار خاص

درة من درر الأدب العربي... ناهد السيد الصحفية والكاتبة التي اختزلت حرفها من أجل الثقافة والتحليق كفراشة في مجرات الأدب النسائي.... كاتبتنا اعتلت قمة أدب الطفل.. كتبت قصص عديدة للطفل... ولكنها أعربت أن أدب الطفل لم يُلاق الاهتمام المفروض في مصر.

الأن نبدأ اللقاء مع كاتبتنا المشغولة دائما بسفرياتها وبمحاولة الكشف عن كنوز الأدب النسائي في صفحتها بالاهرام (النسخة العربية )التي تُوزع خارج مصر وفي جميع أنحاء الوطن العربي

• أولا نُرحب بأديبتنا ناهد السيد.. ونرجو منها أن تمد القراء بنبذة عن
سيرتها الأدبية....

متى أقامت أديبتنا ناهد السيد على ضفاف الحرف ومن ساعدها في أول مشوارها الصحفي والأدبي؟

 منذ طفولتى وبالتحديد فى سن السادسة وأنا أعشق القراءة وقد شجعنى اخى الأكبر وهو شاعر عامية يدعى صبرى السيد - صدر له دوانين – كان يجعلنى ألخص الكتب التى أقرأها لكى يهذب لغتى وكتابتى، فكان يرفض تماما أن أفسر له الكتاب شفهيا، ولم أنتبه الى خطته هذه إلا عندما بلغت الحادية عشر، عندئذ التحقت بفريق المكتبه وأطلعتهم على طريقه أخى فأعجبتهم وساروا على نهجها مع زوار ومريدى ا لمكتبه، وقد قاموا بتطوير الخطة من خلال تخصيص جوائز لأفضل طريقة كتابة اختصار

ومن هنا تعلمت الكتابة وعشقتها.. أجد فى الكتابة متعة الخلاص من الشرور وحالات الضيق والاختناق

أجد فيها ملاذا دافئا يساعدنى على العيش والتواصل مع الحياة
أتذوق بها متعه اختراق الآخر ومساس مشاعره، لذلك بدأت فى كتابة شعر العامية وأنا فى الثانية عشر من عمرى، ونلت عن أشعارى جوائز عديدة فى المدرسة الثانوية ثم بالجامعة، ومن بعدها المجلس الأعلى للثقافة، وهيئة قصور الثقافة، وتحولت كتابتى الى قصص الأطفال منذ 10 سنوات، بعد أن عكفت على دراسه الطفل على مدى عامين من خلال دراساتى التمهيدية لعلم نفس الطفل فى جامعة حلوان ومن خلالها تابعت الدوريات الخاصة بهذا المجال من بحوث وكتب، الى جانب الاصدارات الجديدة والقديمة لكتب الطفل العربية والغربية، ففى البداية نشرت لى قصص قصيرة، وكومكس أو قصص مصورة فى بعض المجلات الدورية.

• أديبتنا المتميزة على أي أساس صرحت أن النشر لقصص الأطفال في مصر لا يجد الاهتمام الجدي من دور النشر؟

 دور النشر غالبا ما تعتمد على المترجمات أكثر من اكتشاف كتابات جديدة، وتحتفى بالكتاب القدامى فقط، لذلك فهى تقف عند حد معين من الكتابة للطفل يقتصر على الخيال والاسطورة، فى حين اننا فى عصر التكنولوجيا والواقعية ولا يمكن أن نستخف بعقل الطفل طوال الوقت ولا نسعى لتطويره او مواكبة العصر، لذلك قررت الكتابة للطفل بعد مراقبة أطفالى واشراكهم فى القصة بل واقوم بقياس رد فعلهم على طبيعة الكتابة، وقد اصدرت كتاب " الاستاذ شبر ونص " لطفل عمره عامين يعلمنا أصول الأدب والتعامل اقتضاءا بابنى، ولى تحت الطبع فى هيئة الكتاب " الشياتين ال13 " كتاب للمراهقات وعلاقتهم بالشات والانترنت والهمتنى به ابنتى الكبرى وساعدتنى فى كتابته لانه مكتوب بلغة الشات، وأكتب ايضا سلسلة بعنوان " انا بنت " متأثرة فيها بابنتى، اى أنى أكتب لهم فلابد أن أنطلق منهم واليهم ومعهم.

• مارأيك بمقولة الأدب النسائي؟! وهل هذه المقولة تجد صدى عند الكاتبة ناهد السيد؟

 أرى أن الأدب لا يمكن تصنيفه ولكن للمرأة حس خاص يميزها، لذلك اعتبر أن التصنيف تمييز للاشارة الى بصمتها الخاصة، ولا يقصد بالادب النسائى اختزاله أو استقطاعه من الادب بصفة عامة، لأن الكاتبة لا تكتب عن نفسها ومشكلاتها فقط وانما هى ترصد تفاعلها أو تأثرها بمن حولها وبمجتمعها، وقد تكتب بلسان رجل وتتقمص شخصيته وتجيد التعامل بروحها، فأرى أن المقصود من الأدب النسائى هو ما تكتبه الأنثى ولا علاقة له بطبيعة الكتابة، لأنها تختص بأقلام واسماء لا يمكن تصنيفها الى رجل وامرأة فهناك حس كتابى وتعبير خاص

• هل نجحت المرأة المصرية والعربية في كسر أغلال القيود التي أصطنعها مجتمعنا العربي لكي يُناهض حرية الابداع عند المرأة؟

 بالطبع المراة حققت نجاحا ساحقا بتواجدها الابداعى والادبى فى الساحة العربية ككل بل وتصدرت قوائم الجوائز فى كافة المجالات، والرائع أنها توصلت الى هذه المكانة بقدرتها الخاصة وبنضالها فى شق طريق لكيانها كمبدعة وعالمة وفنانة وسط مجتمع رجولى تقليدى يغار من مجرد طرح اسم انثى فى وسائل الاعلام، كما أرى أن هذا النضال لم ينته بعد، بل أن حدته تشتد حاليا خاصة بعد ثورات الربيع العربى وغزو التيارات الدينية للمجتمع العربى، ومع ذلك لا تزال المرأة قادرة على التواجد وبقوة ومواصلة طريقها

• هل حرية الابداع عند المرأة لها حدود أم لا حدود أمام الابداع؟

 المراة بطبيعتها عاشقة لرصد التفاصيل مما يجعلها قادرة طوال الوقت على الاستلهام والخيال، كما أنها فى مجتماعتنا العربية تؤدى مهام عديدة فترتبط ارتباطا وثيقا بكل فرد فى الاسرة وتحتك بالمجتمع أكثر من الرجل، وتتابع تفاصيل الحياه وتحياها بعمق يضيف الى قدرتها الابداعية قدرات خاصة جدا كما يدفعها للتجديد والتطور

• المرأة المصرية من صفاتها الصبر والمثابرة واحترام الأسرة حد التغاضي عن أقل الحقوق التي وهبها الله لها... هنا سؤالا يفرض نفسه.. كيف نجحت المبدعة المصرية للوصول لآبهى حُلل الإبداع وكيف أنارت بشمسها كل موطأ حرف وكيف رفعت اسم مصر عاليا في جميع المحافل الدولية؟

 المرأة المصرية قادرة على فرض وجودها فى أى محفل فمن تقدر على رعاية اسرة وزوج، ووظيفة روتينية، والتعايش مع مجريات الامور اولا بأول، التفاعل مع المجتمع مهما كان حاله،مواجهه الصعاب والتحايل على المشكلات الاجتماعية والاقتصادية ألم تكون قادرة على الحضور القوى بابداعها الذى يعد انعكاسا لحياتها الخاصة والعامة معا

وكم من نماذج مشرفة من كاتبات وعالمات وفنانات يرفعن اسم مصر فى الأمة العربية جمعاء

• بعض المبدعين الرجال يغضون الطرف عن رؤية المرأة المبدعة ناجحة ويحاولون بشتى الطرق عرقلت مسيرتها.. مارأي أديبتنا ناهد السيد في هذا الأمر الذي نعتبرة فكر رجعي وعدم الإيمان بأن للمبدعة نفس حق المبدع؟

 مهما واجهت المراة من عرقلة رجولية فهى تنتصر فى النهاية لأن ابداعها صادق وحقيقى، فهى تكتب من أجل التنفيس عن مشاعرها، ليس من أجل فرض وجودها الى جوار الرجل، ولا تكتب طمعا فى مكانة مجتمعية، لذلك فلن تعود بها الافكار الرجعية للوراء ابدا وستمضى قدما دوما.

• نريد نبذة عن أخر كتاب لكِ تم طرحه في الأسواق؟

 سيصدر قريبا عن الهيئة المصرية للكتاب كتاب بعنوان " الشياتين ال13 " وكتبته بمساعدة ابنتى ضحى أشرف وهو مكتوب بلغة الشات وقصته تعد عبرة وعظة للأمهات لكى تتقارب من ابنتها خاصة بنات هذا الجيل الذى يأخذهم الانترنت ويفضلون الشات عن التحدث مع الغير وجها لوجه، وينغلقون عن حيواتهم الاجتماعية داخل حدود شاشات الكمبيوتر، وقد تحايلت الام فى القصة على ابنتها وصادقتها عبر الشات لكى يتواصلا سويا
والقصة تتضمن مشاعر صادقة للحب والكره والألم والمهانة وكيف تعاملت الابنه والام مع هذه المشاعر باختصار، فالكتاب ليس كبيرا ولغته بسيطة تتنوع بين العربية ولغة حوار بالشات.

• المرأة هي رمانة الميزان في بيتها وهي التي على عاتقها انجاح حياتها كأم وكزوجة...... كيف استطعتي وأنت الأديبة الناجحة والصحفية التي يُشار اليها بالبنان التوفيق بين حياتك العملية وبين بيتك......نريد هنا درس للنساء منه يتذكرن أن النجاح بين قبضة أياديهن وأن الفشل من صنعهن أيضا؟

 لا اخفى عليك كان الامر صعبا فى البداية خاصة وهم صغار ولكن بتنظيم الوقت استطعت ان اجعلهم يعتمدون على انفسهم فى مساعدتى وتحمل مسئولية البيت معى، ورأيت فى ذلك تخفيف العبأ على، كما انه نوع من التربية السوية، التى فرضها الواقع على بحكم عملى كصحفية، كما انى تخليت عن استكمال دراستى لتفرغى لهم فبعد أن انهيت التمهيدى لم اكمل واكتفيت بالعمل ورعايتهم، وقد كانت الكتابة للطفل متنفسا لى عن غضبى منهم أوحيرتى فى التعامل مع مشكلاتهم، وكثيرا ما ساعدتنى الكتابة على حل المشكلات معهم والتقرب منهم

• مارأيك في أدباء هذا العصر...اذكري لي من لفتوا انتباهك بحروفهم؟

 اعجبتنى اصوات كثيرة منها على سبيل المثال ميرال الطحاوى، منصورة عز الدين، غادة خليفة, أمنية عز الدين، عزة راجح، أميرة كشوع، أما الرجال فأنا انحاز كثيرا الى زوجى الكاتب أشرف عبد الشافى وأراه صوتا مميزا لأنه صاحب اسلوب فريد من نوعه وطالما اقتدى به الكثيرون لكنهم لم يفلحوا فهو قادر على استحضار روح القارىء فى كل عمل، وهو عين راصدة للواقع بشكل مخيف.


• ما هي مسؤولية (دور النشر)في اظهار جودة الأعمال وهل كل عمل انبلج على هيئة كتاب..يستحق الطرح في الأسواق؟

 دور النشر تسعى لطرح الكتاب بغرض التربح، لكنها لو تؤدى عملها بغرض انتشار الفكر لاكتسبت مكانة افضل فعل سبيل المثال اصدرت كتابى الاول بعنوان "الحياه الحب.. الموت حياه "عن هيئة قصور الثقافة عام 98 ولم ينتبه اليه أحد حتى كتب عنى الاديب الكبير الراحل" محمد مستجاب عام 99" مقال بعنوان "ناهد" فى اخبار الادب وذكر أنى نابغة وصوت واعد وفيلسوفة ساخرة ولم أقابل مستجاب يوما ولم أحصل حتى على تليفونه لاشكره ولكنى فوجئت بترجمة الديوان والكتابة عنى ونفاذ الديوان من الاسواق، فلو كنا نسعى لاكتشاف الاصوات الجديدة لأخذ كل ذى حق حقه

• ماهي نصيحتك للأدباء عموما وخاصة من يتعجل طرح كتابه في الأسواق لكي يثبت أنه أديب وأن هناك مايثبت هذا؟

 هناك أدباء أصدروا عملا واحدا ويذكرهم التاريخ، فلن يصنع الكم كتابا، وانما الكيف ولا يجب التعجل فى النشر، فهناك مراحل تالية للكتابة منها التنقيح وانتقاد الذات والخروج عن دائرة الكتابة لرصد اخطاءها باعتبارك قارىء، هذا كله يؤثر على مدى حضور العمل فى الاسواق، فدور النشر لا تتوقف عن طرح الكتب ولكن الاهم هو الكتاب الذى يضع بصمة مميزة

لماذا نعاني من عدم التواصل الادبي بين المشرق العربي والمغرب العربي وما هو السبيل لعمل مشاركة حقيقية؟

 مشاركة المراة بخاصة لابد وأن ترسخ لوجودها بقوة بعض الجهات التى تعمل جاهدة على حضور المراة، واقترح اقامة مؤتمرات للكتابات، ومسابقات خاصة بهن فى كافة المجالات لدعم حضورها القوى، بل وتشجعيها على الابداع ومواصلة نشاطها باداء مميز يرقى للتواجد الدولى ليس العربى فقط، كما يؤدى هذا الى اتساع رقعة تواجدها من خلال ترجمة الاعمال الابداعية وانتشارها فى كافة الانحاء.

نكتفي بهذا الكم من الأسئلة ونشكر أديبتنا العرب ناهد السيد على ما وهبتنا من وقتها الثمين...... نشكرك ايتها المبدعة المتآلقة في عالم الحرف.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى