

نادمت شوقي

نادمتُ شــوقِي بِـخافِـقٍ ذوَّابْ
أذكىٰ الـحـنينَ وألَّـبَ الأنْـدَابْ
طَـرقَ المَـساءَ بطائِـفٍ مُـتَمَوِّهٍ
فسـألـتُ عمَّـنْ يَطْـرقُ الأبْوابْ
فوجَـدْتُه حَولِي يُقاسِمُ وُحْدَتِي
بِحُضورِهِ المَـوسُومُ بيـنَ غِـيابْ
فإذا رمَـقْـتُ خـَـيـالَهُ مُتَـوجِّـساً
نكـأَ الجُـروحَ ، وعـلَّـقَ الأسْـبابْ
وإنْ جَـنحت ُإلى تَنـاس ٍ عَامِداً
شغفَ الـفَراغَ بِشـاغر ِالأهْـدابْ
نسـجَ الطُّيوفَ بِحُـسْنِه وجَمالِهِ
وكــأنَّــهُ الـمَـرْئِيُّ دُونَ حِـجَـابْ
وكـأنَّني فِــعْـــلٌ أقَــرَّ بـِـفَــاعِــلٍ
شـغَلَ الـمَـحَـلَّ وشَهَّدَ الإعْـرابْ
لَيـكَـاد يخْـتَـرِق النَّسيمَ ومـلـؤُهُ
عَيـْنانِ تَـرتَسـمَـانِ بيــنَ ضَـبابْ
ويـظَلُّ ينْصَع ُبالـسِّقَـاء ِمُسَـوِّفاً
كـتَـرَقْــرُقٍ للـمَـاءِ كـانَ سَـــرابْ
ورقَىٰ بـصامتِ سِـحـرِهِ الـهامَـهُ
فدنَىٰ الـخَـيالُ كَـثَامِرِ الأعْـنَابْ
مَـلأَ السَّـماءَ بِـطُـولِها ونُـجُومِها
فخَلا الـيقين لوُجْـهةِ المِـحْرابْ