الجمعة ١٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠
بقلم
مُذَكرات مُراهقَة
علَّموني الخوفَ.. منْ ضوءِ النَّهارْطَعَّمُوني اليَأسَ، منْ غَيرِ انتظارْقتَلوُا فِي دَاخِلِي حُلمَ الصِّغَـارْرَسَمُوا.. فوْقَ فَمي،صَكَّ انتِحَارْطوَّقوني.. حاصروني.. كالسُّوارْصلبوني.. حينَ فكَّرتُ الفرارْيا إلهي..كيفُ تَغدُو غُرْبتَي في الدَّارِ نارْ؟!****كنتُ أُلقي.. كُلَّ نفْسيبينَ أحضانِ السَّمَاءْكُنْتُ أجْريلا أرَى أينَ المسَارْنجْمَةٌ فوْقَ البحَارْأملأُ الأفْقَ بَهَاءْفي غَدَاتي.. أو.. رُوَاحيأمتَطي ظَهْرَ الورُودْأعتَلي.. صَمْتَ الوجودْلم يَكُنْ عنْدي حدودْكنتُ طفلةْ..تفْتِنُ الماءَ انتشاءْتخْدشُ السَّأمَ البَغيضْتخْتَبئْ.. في قُطْنِ غَيْمَةْكُنتُ أنقَى.. كنتُ أصفَىما تلوَّثْتُ بزَيفِ البالغينْ****طَفِحَ اللَّيلُ.. فضَعنيإنَّ خوفي.. لمْ يزلْ يغتالُ خوفي، هلْ أكُابِرْ؟!شِئْتُ أنْ أقْتُلَ خوْفيفتمادى الذُّعْرُ يَعْوي، هلْ أُثَابِرْ؟!ها هُنَا ضَعْني.. ولا تأبَهْ لأمريلا تقُلْ أيْنَ مكاني.. لا تقُلْ عَنْ ضَجَرِيلا تقُلْ عَمَّا أُعَاني.. في زمَانيفانتِحَاري ذَائِبٌ يَهْوي ويهذيوانقِسَامي.. كَشُعَاعِ الشَّمْسِ يذويها هُنَا ضعْني ولا تأبهْ لأمريأرتدي صَمْتِي وَأمْضي في طَريقيعَلَّني أكْسو شُحُوبي.. بُقَعًا مِنْ بعضِ صبريأنفضُ الأفكَارَ عَنِّي منْ دناءاتٍ وغدرِيا تُرَى..هلْ تَرى الحكْمةَ منْ وأدي وكَبْتي..حينَ يَنْمُو كلُّ زهْري؟!****يا طُغاةً يَا كوابيسَ الظَّلامْآهِ لوْ أمْكَنَني قَلبَ النِّظَامْلفرَشْتُ الصَدْرَ محرَابًا مِنَ الآهَاتِ كيْ أنسى انهيَاريولأشْعَلتُ فتِيلَ القُنْبُلةْولألقَيْتُ بصَوْتي صَاخبًاوَحَللتُ الأُحْجِيَةْعَجَبًا، كيفَ غَدَتْ حرِّيتي مُعتقَلَةْ؟!****فِلمَاذَا.. تُغسَلُ الميْتَةُ حَيَّةْحينَ تبقَى موضعًا للإتهامْ؟!ولماذا..؟ حينَ تغدو الأنثَى حُبْلَى بالأمَانييتهادى فوْقَها حبْلُ المشانِقْحاميٌ يطعَنُهَاوهْوَ لهَا الحَاميَ!فلمَاذَا.. يا تُرى لم يقبَلوُنيينْهَشُوني إنْ تفوَّهْتُ حرامْ!يبْطُشُوا بيْ.. إنْ أنا قُلتُ السَّلاَمْ!****يا ضميرًا نائمًاحينَمَا أعلنتُ أنِّي لستُ عَبدَهْطَلبُوا منِّي كتابًا وَوصِيَّةْجعلوا منِّي قضيةْودعوا..أنْ تُوافيني المنيَّةْ!جَهْلهُمْ بَاكٍٍ يُعَانيغَيمةٌ ثكْلى بأشكالِ السُّخَامْ!نحنُ أموَاتٌ على أضرِحَةٍ تهمِسُ هيَّا للأمَامْحانَ وقتَ القيصَريَّةْ!****يرَوِّعُنِي.. وجُودِي الآنَ فِي الدُّنياأجَل أدري.. بِأَنَّ الوهْمَ يَلدَغُنِييُبَعْثِرُنِي إذَا لم أدْفَعِ الدِّيَةْويجلدُني على ظَهريويقصُمُهُ.. كما الدُّميَة!****أبُوحُ.. فمنْ سيَفْهمُنِيومنْ سيَفُكُّ مُعْتَقَلِيويفْتَحُ بَابَ تابُوتِيويُخْرِجُنِي من الكَفَنِ؟!****أصيح بِكُلِّ منْ حوْلِيوَكَفًّا حَاوَلتْ حَرْقِيوأبصقُ كُلَّ تاريخيوأُلقِيهِ عَلىَ قَدَمِي****شُعَاعُ الفَجْرِ يُزْعِجُنيويُؤْذيني..ويَلسَعُنيوبَيْنَ الحينِ والحينِيُذِيبُ ظَلامِي العاتيويَعْميني،ويَأتيني ويَخْدَعُنييُقبِّلُ وَجنَتي لُؤْمًاألا رَبِّي..لما أشْقَىلمَ الأمْطَارُ تَبْلعُني؟****وقدْ أنسَاقُ دُونَ خِيَارْلأكْسِرَ عُزْلتِي الكُبْرَىوأُشْعِلُ دَاخِلي ثوْرَهْأُقوِّضُ كُلَّ أسْوَارِيأُفنِّدُ كُلَّ أسراريأُمزِّقُها.. وأُلقِيهَا هُلاَمِيَّةْلأنِّي لم أزَلْ حُرَّةْلدَيَّ النَّابُ والأظْفَارْ!